الثورة- غصون سليمان:
أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان له أمس إن تمويل المساعدات الإنسانية المقدم من الاتحاد الأوروبي بنحو 6 ملايين يورو، سوف يُمكّن الصندوق من مساعدة 321 ألف سوري (أغلبهم من الفتيات والنساء) عبر 12 محافظة في سورية، خلال فترة 2022 و2023. وهذه المساعدات المطلوبة بشدة تشمل خدمات صحة جنسية وإنجابية وأنشطة للوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتعامل معه. وسوف تُقدم هذه الخدمات والأنشطة من دمشق وعبر الحدود من تركيا.
وأوضح بيان الصندوق ما ذكرته جونيز لينارتشيتش المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات: “إن الآثار السلبية المتراكمة لإحدى عشر عاماً من ظروف الحرب والأزمات كانت لها آثار كارثية على حياة السوريين. فهناك 7.2 ملايين امرأة وفتاة معرضات للخطر يحتجن إلى مساعدات كفيلة بإنقاذ الحياة ويحتجن إلى الحصول على الخدمات الأساسية”.
وقالت لينارتشيتش : أنه مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية أعلى مستوى على الإطلاق، فإن الاتحاد الأوروبي مُلتزم بمد يد المساعدة الإنسانية للنساء والفتيات السوريات عبر سورية، بغض النظر عمّا إذا كُنّ نازحات أو في بيوتهن.”
واضافت بأن عام 2022 جاء مصحوباً بمرحلة مؤسفة جديدة على السوريين، مع دخول الأزمة العام الثاني عشر. بالنسبة للنساء والفتيات فإن الأثر المتراكم هو صعب للغاية إذ ألغى أثر عقود من التقدم في قضايا المرأة وجلب مخاطر غير مسبوقة غيرت حياتهن بشكل جذري. حيث لا تزال ظروف الحرب من حالات الطوارئ الإنسانية وأزمات الحماية الأكثر تعقيداً على مستوى العالم. فهناك ما يُقدر بـ 14.6 مليون نسمة نصفهم من النساء والفتيات يحتجن إلى المساعدات.
وأعرب الدكتور حميّر عبد المغني ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية “كما ورد في البيان عن امتنانه للاتحاد الأوروبي على دعمه المستمر لبرامج الصندوق الضرورية في سورية على مدار عام 2022، وهي السنة التي تستمر في الكشف عن تحديات متزايدة”، مشيرا بأن البرامج المقدمة تتيح عبر الشراكة بين الصندوق والاتحاد الأوروبي تقديم يد المساعدة التي لا غنى عنها للأفراد والمجتمعات عبر سورية، بما يسمح بحصول النساء والفتيات على خدمات الصحة الإنجابية الضرورية، وكذلك البرامج المصممة خصيصاً للمعرضات للخطر والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.”
ولقد ثبت أن الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي ضروري كل الضرورة لتقديم الخدمات الأساسية لمن يحتاجون المساعدات في مناطق مختلفة ، حيث تستمر أعمال القتال والنزوح الجماعي الموسّع في تعريض حياة الناس للخطر.
وذكر البيان أنه في 2021 ساعدت شراكة صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الاتحاد الأوروبي في تقديم خدمات الصحة الإنجابية لأكثر من 124 ألف نسمة، في حين حصلت نحو 12 ألف امرأة وفتاة على الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر سورية خلال عام بلغت فيه مخاطر هذا العنف معدلات غير مسبوقة. وإبان تنفيذ هذه البرامج، أظهر تقييم إقليمي لتأثير البرامج أن 98 بالمئة ممن حصلن على الخدمات أفدن بالرضا التام عن المساعدات التي حصلن عليها.
وفي 2022 يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في البناء على هذه الإنجازات من خلال دمج آراء وتعليقات وتصورات النساء والفتيات اللاتي حصلن على الخدمات في تصميم وتنفيذ هذه البرامج.