طرق على عماها

المسافرون ليلاً يُدركون جيداً كم هي طرقاتنا محفوفة بالمخاطر التي تواجههم في رحلاتهم بسبب ترك الكثير من تلك الطرقات مبهمة بلا إشاراتٍ مرورية ولا دلالات طرقية.

والغريب أننا نجد بعض الطرق والأوتوسترادات السريعة مزوّدة بإشارات ودلالات مثيرة للاستفزاز أكثر مما تفيد، لأن الطريق يكون متقطعاً بما يوحي بأن الاهتمام بهذه المسألة لا يرقى إلى مستوى رفع العتب، بل هو أقل من ذلك بكثير.

ففي الوقت الذي تستريح فيه أعصاب المسافر على مدى عدة كيلو مترات لوجود دلالاتٍ وإشارات وخطوط صفراء عاكسة على جانبي الطريق، يتفاجأ بمقطع آخر يمتد على عدة كيلو مترات أطول خالٍ من كل الوسائل الإرشادية .. فلا لوحة تدل، ولا إشارة ترشد .. ولا خطوط صفراء ولا بيضاء ولا أي شيء يعكس مسار الطريق، ليسير السائق على عماها، ويتفاجأ بمتاهاتٍ حرجة أحياناً، سواء بمنعطفات حادة وغير واضحة المعالم، أم بمنزلقاتٍ وارتفاعات وانخفاضات تخفي معالم الطريق، فتصير السيارات وكأنها تسير بالقرب من المجهول، ولاسيما إن كان الجو ماطراً في مثل هذه الأيام الشتوية، فالطريق – عند غياب الإشارات والدلالات – تبدو وكأنها تبتلع أضواء السيارة، حيث تغيب أنوارها فعلياً ولا يتضح أكثر من أمتار قليلة أمام السائقين ولا حل في الأفق عند مثل هذه الحالة الخطيرة إلاّ بوجود تلك الإشارات العاكسة للضوء والخطوط التي تحدد طرفي الطريق ووسطه، ما يرفع من مستوى الأمان والرؤية والوضوح.

نعتقد أن الجهات المختصة – إن في البلديات أم المواصلات الطرقية – تدرك جيداً حجم الأخطار الناجمة، وتلك التي قد تنجم لاحقاً عن إهمال هذه القضية وعدم متابعتها وملاحقة الطرقات في جميع أنحاء البلاد ،كي لا يبقى مترمعزول بلا دلالات ولا إشارات لدرء ما أمكن من الأخطار التي قد يكون لها منعكسات إنسانية صعبة واقتصادية قاسية عبر الخسائر في الأرواح والدماء والممتلكات.

تلافي هذه الحالة الخطيرة يتطلّب بعض التكاليف طبعاً، غير أنها تبقى تكاليف متواضعة أمام حجم الأخطار، فهي لا تحتاج إلا إلى كميات من الصفائح المعدنية والاسمنت والدهان الفوسفوري العاكس وتحريك آليات هندسة المرور وما يلزم لترتيب هذه الحالات .. وكلّ هذه المواد والوسائل مقدورعليها بلا تعقيدات ولذلك فإن تنفيذها ممكن على جناح السرعة، لأن الحوادث الناجمة عن مثل هذه القضايا تأتينا على حين غرّة .. وقد تأتينا مُتدرّجة في مآسيها وصولاً إلى أن تكون حوادث صاعقة لا يفيد بعدها الندم.

لا شك بأن حالتنا صعبة .. ولكن الذي لا شك فيه أيضاً أننا قادرون على فعل الكثير ونبدو كأننا لا نبادر إلا بالقليل .. فدعونا نفعل ما نستطيع على الأقل لنتلافى ما يمكن تلافيه.

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"