مازال منتخبنا الكروي الأول يشكل عقدة في عمل اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، الذي لايملك استراتيجية واضحة المعالم يسعى من خلالها لتصحيح المسار ووضع الأمور في نصابها، فالمقدمات لاتوحي أن الخطوات الأولى للبناء تسير وفق خطة مدروسة بعناية بمقومات وأدوات قادرة على تحقيق الأهداف العريضة المتوخاة، بل على النقيض من ذلك فالمؤشرات تدل أن الغاية الأساسية من هذا المنتخب، تمرير للوقت واستهلاك للزمن.
للحقيقة، إن اتحاد كرة القدم كان صريحاً جداً، عندما أعلن عن التعاقد مع مدرب وطني قَبِلَ بكافة شروطه، ومنها أن مهمته مؤقتة، ريثما يتم التعاقد مع مدرب أجنبي، وهذا يعني أن مسؤولية المدرب الوطني لا تتعدى الإشراف وتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين، بدعوى الاعتماد على جيل الشباب واستبعاد المخضرمين الذين لم يمنح وجودهم، أي إضافة، على مستوى الأداء والنتائج في آن معاً.
إن الشرط الأساسي للعمل المنتخباتي يقوم على التراكمية والتكامل، وهذا الأمر ليس موجوداً في فكرة الإشراف المؤقت وانتظار مدرب من خارج الحدود، يحمل معه عصا سحرية، وفي جعبته الدواء الناجع لإشكالية منتخب الرجال!!
العشوائية والإرتجالية اللتان تغلبان على سيرورة المنتخب، لن تضمحلا بقدوم المدرب المنقذ، ولكن تقع المسؤولية فيهما على عاتق اتحاد كرة القدم، المطالب بالتدخل السريع وإصلاح الخلل الذي أصاب البوصلة.