المشاركون في مهرجان شكيب الجابري: تقنيات وقصص الأديب نادر السباعي تمتاز بالتجدد والتواصل مع التراث
الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:
على مدى ساعتين حلق مثقفو حلب وأدباؤها في فضاءات أعمال الأديب الراحل نادر السباعي ضمن فعاليات مهرجان شكيب الجابري للإبداع الأدبي الذي أقامته مديرية الثقافة اليوم، حيث قدم المشاركون في اليوم الأول ومن خلال جلستين قراءات لرواية السبع الأشهب، وقصص حبل المساكين، إضافة إلى قصص الغابة النائمة.
وعلى هامش مشاركته في الجلسة الأولى التي أدارها محمد سمية أشار الدكتور فايز الداية إلى أنه خصص القول في رواية من روايات الأديب السباعي وهي رواية السبع الأشهب، والتي تمتاز بتقنيتها المجددة وتتواصل مع التراث ، لافتاً إلى أنها محاولة جديرة بالنظر والتأمل ويمكن أن يستفيد منها الروائيون والقصصيون، خاصة وأن آفاقها تتناول جوانب هامة، وهي جوانب في الوطن، في مدينته حلب، في العودة إلى الماضي لاستلهام الجديد، والتغلب على مواقفنا التي نريد أن نجتازها، موضحاً أن هذه الرواية فعالة حيوية وفيها جمال فني أسلوبي.
رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب الدكتور نذير جعفر أكد أنه تناول في مشاركته المجموعة القصصية “حبل المساكين ” للأديب السباعي ،حيث ركز على التقنيات الفنية في هذه المجموعة، وعلى الميزات التي امتاز بها الأديب السباعي كقاص استطاع أن يلتقط أبرز مافي المجتمع الحلبي من مشكلات إنسانية ومعاناة وقضايا سواء في الماضي أو الحاضر، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تبرز كل ماتناوله السباعي أسلوبياً في مجموعته القصصية من حيث المضمون والشكل والشخصيات والزمان والمكان.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها أحمد العبسي تحدث الكاتب جمعة الحمادة عن المهمشين في قصص نادر السباعي ” حبل المساكين “، لافتاً إلى أن المهمشين هم الناس البسطاء، والطبقة الفقيرة، وهذا ما قصد به السباعي “بالمساكين”.
أما الدكتورة أمينة الحمد فقد تحدثت عن العوالم القصصية في مجموعة الغابة النائمة، حيث تناول الأديب السباعي في هذه المجموعة القضايا الاجتماعية والنفسية الخاصة بمدينة حلب أو المدن الأخرى التي تحمل نفس القيم والتي تحكمها نفس التقاليد والقيم، موضحة أنه تحدث في القضايا الاجتماعية عن الفقر والحرمان، ومسألة الطبقات الاجتماعية، وتفكك العلاقات الأسرية، وفي الجوانب النفسية هنالك جوانب خاصة بالمرأة مثل الحرمان العاطفي والكبت.
وقد حظيت فعاليات اليوم الأول بحضور ابنة الأديب الراحل نادر السباعي “زها ” حيث أشارت إلى أن والدها الأديب السباعي لم يكن والداً لها فقط، بل كان صديقاُ صقلت من خلاله شخصيتها الاجتماعية وتأثرت به أدبياً للولوج إلى عالم القراءة.
وأضافت أنه ترك الجزء الثالث من رواية “السبع الأشهب” بخط يده ولم تطبع بعد، وكان حلمه أن يتم تمثيل هذه الرواية في مسلسل من ثلاثة أجزاء، ولكن رحل قبل أن يتحقق حلمه، ومازال الحلم ينتظر من يسعى إلى تحقيقه طباعة وتمثيلاً.
حضر فعاليات اليوم الأول مدير الثقافة جابر الساجور، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الدكتور فاروق اسليم، ومعاونا مدير الثقافة ونخبة من الأدباء والمثقفين.
تصوير: عماد مصطفى