الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
في 27 تشرين الثاني، لفت تقرير نُشر في “بي بي سي” عن الصحفي إد لورانس انتباه الكثيرين، حيث يزعم التقرير أن إد لورانس المراسل الذي يعمل في شنغهاي، قد تم اعتقاله لفترة وجيزة وذلك لتصويره تجمعاً للسكان المحليين، ثم اقتادته الشرطة مكبل اليدين.
ربما كانت المقالة لافتة للنظر للوهلة الأولى، لكنها تتلاشى تحت المراقبة والتحقيق الدقيق، فبعد فترة وجيزة من نشر المقال، أصدر السفير الصيني لدى المملكة المتحدة بياناً صحفياً ينقي الأجواء بشأن ما حدث على الأرض.
والحقيقة هي أنه عندما حاول إد لورانس القيام بالتغطية الصحفية مكان الحادث، لم يرفض فقط تحديد هويته، بل عرقل جهود الشرطة للحفاظ على النظام العام، ولم يكن أمام الشرطة خيار سوى أن تطلب منه مغادرة الموقع، فإذاً الادعاء بأنه “اعتقل” جاء من فراغ.
من المعروف أنه عندما يكتب الصحفيون أخباراً في بلد أجنبي، يجب عليهم اتباع القوانين السارية في ذلك البلد، وإحدى القواعد المهمة هي أنه يجب على الصحفيين تقديم أوراق اعتمادهم الصحفية أولاً لتقديم التقارير في حدث ما، ولهذا، كانت الطريقة التي يتصرف بها إد لورانس انتهاكاً واضحاً لقوانين وأنظمة الصين، وكانت الإجراءات التي اتخذتها الشرطة المحلية مشروعة وضرورية.
اختار إد لورانس، الذي كان مخطئاً بشكل واضح، إيذاء نفسه واستخدام الحادث كفرصة لإلقاء اللوم والذنب على الصين، وهذه ليست المرة الأولى التي تشوه فيها “بي بي سي” سمعة الصين بتقارير كاذبة.
في عام 2020 ، أجرى برنامج إخباري في “بي بي سي” مقابلة مع امرأة من الأويغور، زعمت أنها تعرضت للتعقيم القسري في مركز للتعليم والتدريب المهني في شينجيانغ، إلا أنه ثبت لاحقاً أن المرأة لم يتم قبولها مطلقاً في أي مركز من هذا القبيل في شينجيانغ وكانت تقول أكاذيب واضحة. كما وردت تقارير مماثلة من قبل “بي بي سي” تزعم أنه في كل عام، يتم إجبار عدد كبير من الأقليات العرقية في شينجيانغ على قطف القطن، متجاهلة تماماً حقيقة أن أكثر من 80 في المائة من القطن في المنطقة يتم حصاده الآن بواسطة الآلات، وبالنسبة لحقول القطن القليلة التي لا تزال تتطلب قطفاً يدوياً، فإن هذه الوظيفة ذات الأجر الجيد، هي في الواقع مطلوبة تماماً من السكان، ولا يوجد دليل يشير إلى وجود أي عمل قسري في هذا الموضوع.
بصرف النظر عن التشهير المتعمد، غالباً ما تمتلئ قصص الصين التي تبثها هيئة الإذاعة البريطانية” بي بي سي” بالأحداث المثيرة للمشاكل، ففي تشرين الأول 2019، وعند الإبلاغ عن مأساة شاحنة إسيكس، قفزت وسائل الإعلام، دون التأكد من الحقائق، إلى استنتاج مفاده أن الضحايا الـ 39 كانوا صينيين، وتبين فيما بعد أنهم فيتناميون.
في كانون الثاني 2021 ، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقطع فيديو باستخدام خريطة خاطئة، وضعت بالخطأ مدينة ووهان الصينية (مقاطعة هوبي) في الوضع الفعلي لمقاطعة شنشي الصينية.
مثل هذه التقارير، سواء كانت أخطاء غير مقصودة أو تحريفات متعمدة، لا تتفق مع أخلاقيات الصحفيين وتضر فقط بسمعة هيئة الإذاعة البريطانية، وغالباً ما يختار الصحفيون غير المسؤولين والمتحيزين، الزاوية الأكثر إثارة لانتقاد الصين وتحريف الواقع إلى الشكل الذي يريدون أن تبدو عليه قصصهم، وهو عكس الطريقة التي يُفترض أن تعمل بها الصحافة وهي المصداقية المطلقة.
لكونها واحدة من أكثر وسائل الإعلام نفوذاً في العالم، يجب على البي بي سي العودة إلى التقارير المحايدة والصادقة وتقديم الحقائق لجمهورها، وبدلاً من محاولة البحث بعمق عن “الدليل” لإثبات افتراضها بأن الصين مذنبة، يجب على البي بي سي أن تفعل ما هو أفضل من خلال التخلي عن تمثيلها الانتقائي وتقديم الصين الحقيقية والابتعاد عن المراوغة والتضليل.
المصدر: غلوبال تايمز
