ريف دمشق – لينا شلهوب
بكثير من الإجلال والمهابة أمام حكايا مجموعة من مصابي الحرب على سورية، والتي تتناسل منها حكايات أشدّ وجعاً وألماً لمسناها في عيونهم، وفي قلوب ذويهم وأبنائهم، وهم يستعيدون وقائع وأحداث مروا بها، التقت (الثورة) عدداً منهم في إحدى أحياء مدينة جرمانا، حي كرم صمادي – الجهة اليمنى للحي، حي المزارع، نهاية حي البعث…، وذلك بعد تلقي عدد من الشكاوى عن سوء الخدمات، والمعاناة التي يعيشونها جراء ذلك.
وتحدث الجرحى المصابون عن أهم المتطلبات التي يرغبون بتحقيقها، إما مباشرة عن طريق بلدية جرمانا، أو عبر محافظة ريف دمشق، أو رفعها للجهات المعنية لإمكانية تأمينها، مؤكدين أن شوارع الأحياء تفتقد إلى أدنى الخدمات، فهي طرقات ترابية، إذ ﻻ تعبيد وﻻ تزفيت فيها، بالرغم من وجود عدد كبير من الأبنية وبالتالي الكثير من السكان، وما يزيد الطين بلة، الوضع المزري الذي تصبح عليه في فصل الشتاء، ناهيك عن وجود الحفر والانحناءات التي تعرقل مرور المصابين، وخاصة منهم من يسير بواسطة كرسي متحرك أو عبر عكازات، أو الووكر، ما يعرضهم للسقوط أحياناً كثيرة.
جريح الواجب في الجيش العربي السوري، زكريا سعيد علوش، من مواليد 1986، تعرض للإصابة في المليحة عام 2013، بعد هجوم للمجموعات الإرهابية المسلحة، وكانت نسبة العجز 100%، أما النطق عنده فبصعوبة كبيرة، وهو بحاجة إلى معالجة فيزيائية، ومادة المازوت للتدفئة، وأنواع خاصة من الطعام (الشورابات)، ويطالب الجهات المعنية بمساعدته عبر توفير عدد من الخدمات ومنها الاهتمام بالشوارع التي يمرون عبرها بوسائلهم الخاصة، علماً أنهم يقطنون في الحي منذ 9 سنوات.
تقول زوجة أخيه أن زكريا من ذوي الهمم العالية، لم تُثنه جراحه عن التقدّم في الحياة متسلّحاً بالأمل والإرادة، ومقدّماً نموذجاً للتحدّي ومثالاً للبطولة.
.. الجريح محمد صالح مسدي البرغوث، تولد 1999 وحيد لذويه، تطوع في صفوف القوات الرديفة لمساندة رفاقه في جيشنا الباسل، تعرض لإنفجار في الغوطة الشرقية في دوما، والذي أسفر عن وجود 80 شظية في الرجل اليمنى، و60 شظية في اليسرى، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، ويطالب بمنحه بطاقة جريح وطن، إضافة إلى تقديم العلاج اللازم، فهو يحصل عليه على حسابه الخاص، ناهيك عن مطالبته بتزفيت الشارع فهو يتنقل أحياناً عبر العكازات إلا أنه ونتيجة الوضع السيء للشوارع يتعرض للسقوط والإصابة ما يؤدي إلى حدوث عدد من الالتهابات.
جريح الواجب محمد أكرم غسان العصيري، تعرض للإصابة في ريف اللاذقية عام 2021، ما أدى إلى بتر القدم اليمنى، وتم إجراء عمل جراحي له، فيما لم يتم تركيب طرف اصطناعي بسبب عدم نجاح العملية، وهو يحتاج حالياً لمعالجة وأدوية، كما يناشد بلدية جرمانا بمساعدة الجرحى والأهالي بتخديم الأحياء بالخدمات الأسياسية وخاصة الشوارع التي يحتاجون لتسويتها، لسهولة عبورهم وكي ﻻ تتسبب لهم بإصابات أخرى، حيث أكد ذوي الشهيد الحي محمد أكرم أن هؤلاء هم امتداد لحياة جديدة، كبيرة بالحب والوفاء والعرفان بالجميل بتضحيات جيشنا الصناديد، الذين افتدوا تراب بلادهم بالأرواح والدماء.
وغيرهم الكثير من مصابي الحرب الذين يقطنون في الأحياء المذكورة، وجل ما يطالبون به، تزفيت الشوارع وتأمين المياه، والهاتف مع الانترنت..علماً بأن شبكة الهاتف بالحي مجهزة منذ سنتين، ومتوافر بكل بناء (علب) للهاتف، إلا أنها غير مفعلة، منوهين أن مقسم الهاتف في جرمانا يماطل وﻻ يتجاوب مع مطالبهم، مضيفين أنهم في حال تم تمديد خط هاتف يكون هوائياً وعلى مسافة 200 -300 م، وهذا يتعرض للانقطاعات الدائمة بسبب طول المسافة، والأحوال الجوية، وكذلك شبكة المياه تحتاج إلى صيانة، مع ضرورة تأمين الكهرباء للمساعدة في عمليات التغذية والضخ.
التالي