بوش الابن: قال لي الله..؟

الثورة – ديب علي حسن:

ليس العنوان من عبقريتي ولا يهمني إن قال عنه دعاة الاختزال أنه طويل أو قصير، هو من اختياري نعم من كتاب أتمنى أن يكون بمتناول كل قارئ عربي بشكل عام وسوري بشكل خاص لأنه كتاب كاشف وحقيقي ليس مؤلفه عربياً حتى يسارع البعض إلى رميه بمنجنيق التهم الجاهزة..
كتاب المهيمن الخاسر.. من ستدمر الآلهة؟ من تأليف: فريدريك وليام أنكدال، ترجمة: حسن جبور اسبر .. فاز بجائزة سامي الدروبي للترجمة العام ٢٠٢١م ..
المؤلف كاتب أميركي يعيش في ألمانيا… في كتابه هذا يبحث بشكل موسع عن جذور الإرهاب والعنف الذي يسيطر على السياسات الغربية ولا سيما الآن واشنطن.. ومع ذلك تريد إلصاق تهمة الإرهاب بالآخرين..
يبدأ منذ الحروب الصليبية القديمة التي كانت بدايات الاستعمار وما زال الغرب ولا سيما واشنطن تمارسها تحت شعارات مختلفة.. تخاض باسم الدين وهي ليست إلا حروباً عدوانية استعمارية..
ويقف المؤلف عند ما قام به برنارد كليرفو وهو رئيس دير فرنسي ذو شخصية جذابة إذ استقطب حينها عشرات الآلاف من الفلاحين الفقراء والأميين إلى حد كبير من جنوب ألمانيا ومن فرنسا وكان صراخه في فرنسا في المعركة (أسرع لتهدئة غضب السماء إن ضجيج السلاح والخطر والجهد وإرهاق الحرب هي التكفير عن الذنب الذي يفرضه عليك الآن الله.. فاستعجل بتكفير ذنوبك بالانتصار على الكفار واجعل خلاص المقدسات ثواب توبتك… ملعون من لا يلطخ سيفه بالدماء).
والكفار ليسوا المسلمين وحدهم بل أيضاً هم المسيحيون في الشرق وكل من لا يتبعه.
وتروي وقائع الحروب كيف كان المسيحيون أول ضحايا هذا العدوان من أنطاكية إلى القدس.. لقد سالت دماؤهم وأعلن عن الموت بالسيف باسم المسيحية تكفير عن الخطيئة الأصلية للجندي الصليبي.. وهي خطيئة قالت الكنيسة المسيحية إنها تعود إلى جنة عدن.
والكنيسة هنا هي الغربية وكل من لا يؤمن بها يقتل ولذا كان المسيحيون أول ضحاياها..

بوش مكلف إلهياً..

ويذكر الكاتب بما فعله بوش الابن بعد هجمات نيويورك.. اذا يروي المؤلف أنه في عام ٢٠٠٣م أخبر الرئيس بوش مجموعة من كبار القادة السياسيين الفلسطينيين في لقاء بشرم الشيخ أنه كان في مهمة من عند الله عندما شن غزوات أفغانستان والعراق وبكلمات نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني الذي كان حاضراً قال الرئيس لنا جميعاً. ( أنا مدفوع بمهمة من الله… قال لي الله: جورج اذهب وقاتل هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان، وقد فعلت وبعد ذلك قال لي الله: جورج اذهب وأنهِ الاستبداد في العراق وقد فعلت..).

ويمضي الكتاب في كشف الأصولية المتعصبة التي تنتشر في الولايات المتحدة وكيف تعمل الإدارة الأميركية على إنشاء التنظيمات الإرهابية ومنها داعش وكيف عززت الإرهاب وأشعلت ما يسمى الربيع العربي لتدمير محيط روسيا وصولاً إلى الصين ..
ويتوقف عند الكثير مما تم التخطيط له ضد سورية..
الكتاب مهم للغاية يجب أن يكون في متناول الجميع.
شكراً أولاً للمترجم المبدع حسن جبور اسبر والهيئة العامة السورية للكتاب، وطبعاً للباحث فريدرك أنكدال.

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع