الثورة – آنا عزيز الخضر:
هل يمكننا أن نفصل بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع؟ أم أنها تتلاقى حتما عندما تكون تلبية احتياجات الفرد المشروعة، والتي هي مسؤولية المجتمع وفق معايير وضوابط منطقية، عليها أن تضع بحسبانها هذا الجانب، فكم تتصاعد المعضلات.. عندما تتشابك المطالب تحت عناوين كثيرة، هائمة ضائعه عن هدفها الأساسي، حتى يكون الجانب الإنساني هو البوصلة الأهم لكل الحاﻻت.. هذه المعادلة الإشكالية، تجلت عبر العرض المسرحي (حمام روماني) من إعداد وإخراج (فهد رحمون)، وعن العرض حدثنا قائلاً:
الفكرة هي ضرورة تلبية حاجات أفراد المجتمع، وهي أهم من أي قيمة، وأهم من أي مصلحة أخرى، ولا يعلو عليها أي مطلب آخر.. فعندما نلبي حاجة الأفراد ،فإننا نلبي حاجة المجتمع بأكمله..
(ايفان) بطل المسرحية يقف بجهة.. والإنسانية بجهة، تبدأ قصته عندما اكتشف عمال يصلحون له بيته حماماً رومانياً أثرياً، فتتفتح عليه أعين بعض المؤسسات كمديرية الآثار والاتحاد الرياضي ومجلس الحي، وتجار الآثار والعقارات وغيرها.. ليستفيدوا ويستغلوا مادياً أو معنوياً من هذا الاكتشاف، ضاربين بعرض الحائط حاجة الفرد- ايفان- ونسيانه في مهب الريح، وسط جشع مخيف..
وهذا مايحدث في وقتنا الحاضر في حاﻻت كثيرة من نسيان المواطن في خضم جشع القلة، ما يؤدي إلى خلق مشكلات عنده، تبدأ وﻻتنتهي، وبالتالي تتسع دائرة المعاناة وصوﻻً إلى مشكلات وطنية..
أما الأسلوب فحاولنا أن يحمل طابعاً كوميديا عن قصد.. فالكاتب (ستانسلاف ستراتييف) البلغاري في معالجة هذه الفكرة يتبع أسلوبية خاصة، فيها ملامح ناقدة ساخرة.
ويمكنني القول إن الفكرة هي من وجهت الأسلوب الفني للعرض، وأوحت لنا بالكثير من الحلول الإخراجية حيث تعاملنا معها وفق منهج ستنانسلافسكي، واتبعنا المنهج الواقعي، وتبني الشخصيات، كما هي في الحياة، لتكون قريبة من عقل المشاهد وقلبه.
وقد لاقى العرض تواصلاً وتفاعلاً، ووجد المتلقي العديد من همومه تعالج بجدية كبيرة وبأسلوب درامي يحترم عقله، وهذه مهمة المسرح بعرض قضايا المجتمع بالدرجة الأولى.
وقدم هذا العرض مجموعة من الممثلين الموهوبين، استطاعوا أن يجسدوا الشخصيات بكل مهارة واقتدار.