الثورة – آنا عزيز الخضر:
عَوَّدنا المخرج عبد اللطيف عبد الحميد على سينما، تزدحم فيها وتتسابق الشفافية والعفوية، والكوميديا التي تغلف الأحاسيس الراقية، التي تختار الأمثل، وترفض ما يخدش نموذجيتها، لتحمل شخصيات أعماله دوما النقد، والاختيار لكل ما هو جميل.. عودنا أﻻ يشترك في مهرجان، إﻻ ويكون إبداعه نصيب من الجوائز، مثلما كان في مهرجان قرطاج بدورته الأخيرة، عندما شارك فيه فيلمه (الطريق).
المخرج (عبد اللطيف عبد الحميد) في فيلمه يحاول ملامسة حاﻻت إنسانية رقيقة، تطفو بتلقائية جلية لأبطال أعماله، الذين يتسمون بالشفافية والبساطة.
وهي سمة نعرفها عن ابداعاته، رغم أن السيناريو كان بالشراكة مع الكاتب (عادل محمود)، حمل عالم العمل الغني بقضايا اجتماعية وإنسانية عديدة بين تفاصيله الكثير من المسائل التربوية، والتعليمية عبر مقترح منطقي ومقنع، مبتعداً عن الأساليب التقليدية التعليمية، التي نعهدها
وها هو الجد صالح (موفق الأحمد)، يصر على تعليم حفيده بطريقة خاصة بعد إجماع إدارة المدرسة على غباء حفيده، ليأخذ على عاتقه هذه المسؤولية، بوسائله الخاصة فينجح، ويحصل على شهادات عليا، ويصبح الحفيد متميزاً في كل خطواته على طريق الحياة.
بدأ مشوار التَّعلُّم بإلزام الطفل صالح، وهو في الصف السابع، أن يكتب كل ما يشاهده على الطريق أمام منزل جده، ومن خلال المناقشة مع الجد الاستاذ الجامعي السابق، يتعرف على الكثير من المفاهيم والأفكار والمقوﻻت باﻻبعاد العلمية والحقيقة… كل ذلك وفق أسلوب سينمائي شفاف وكوميدي ناقد، مسلطاً الضوء على الكثير من الصور الحياتية والخيبات والمشكلات.. حول الفيلم والمشاركة تحدث الفنان مأمون الخطيب قائلاً: أنا سعيد جداً كوني شاركت للمرة الثانية مع الأستاذ عبد اللطيف عبد الحميد كممثل، المرة الأولى في فيلم (ما يطلبه المستمعون) والمرة الثانية في الفيلم الجديد (الطريق) الذي حاز على جائزتين هامتين في أيام قرطاج السينمائية.. الفيلم منذ البداية كان واضحاً في بساطة الطرح، وجمال المعنى، والعمل مع مخرج بحجم الأستاذ عبد اللطيف يكرس هذه البساطة والجمال من خلال فهمه العميق للبساطة والعمق في طرحه للسينما. ألف مبارك لصناع هذا الفيلم وألف مبروك لسورية وللفن السوري.