انتهت حملة ال (١٦) يوماً لمناهصة العنف ضد النساء في العاشر من هذا الشهر، وهو اليوم الدولي لحقوق الإنسان وذلك من أجل الربط الرمزي بين العنف ضد المرأة وحقوق الإنسان.
منذ بدء الحملة في (٢٥) تشرين الثاني، نشطت الفعاليات وحملات التوعية وكانت أيضاً ورشات العمل والندوات لرفع مستوى الوعي العام بمشكلة العنف والتعبئة الاجتماعية، وتدريب الإعلاميين ليأخذوا دورهم في هذه القضية وكيفية انتقاء المفردات والألفاظ التي يجب أن يستخدموها والأساليب التحريرية الواجب اتباعها، لتحقيق التأثير المطلوب في فكر ووجدان وسلوك جميع أفراد المجتمع، إذ لاتزال نسبة لابأس بها من النساء تعاني من ظاهرة العنف المنطوية على التخلف الاجتماعي وتجيير المبادئ الدينية والأخلاقية لصالح الرجل.
من أهم التوصيات بشأن التغطية الإعلامية لقضية العنف القائم على النوع الاجتماعي، أن من يقع عليه الضرر ينظر إليه كناج وليس ضحية ويجب ألا يعيش من خلال المادة الإعلامية أياً كان نوعها ألم التجربة من جديد (الضحية يعني مسكينة أنا سأنتشلها بينما الناجية هي تنتشل نفسها وأنا أدعمها).
أما أكثر الأخطاء شيوعاً في كتابة مثل هكذا تقارير إنسانية، استعمال الشعارات الكبيرة والمقولات الشاعرية والختام معها كنصائح تعليمية كأن نقول المرأة نصف المجتمع، والأم مدرسة إذا أعددتها ..هنا يتحول التقرير إلى درس في الأخلاقيات.
ومن باب الوعي ولمن يجهل، هناك برامج ومشاريع تستهدف تمكين المرأة ودعمها لكسرحاجز الصمت عن العنف ولاسيما العائلي، لتنجو بنفسها وإرادتها وتحقق ذاتها وذلك في مساحات آمنة هي مراكز توفر الأمان الذاتي وتقدم الدعم الاجتماعي لضحايا العنف والحرب.
العنف يولد العنف، وقد يصبح ظاهرة طبيعية، من هنا تبدو أهمية التوعية الإعلامية كمنبه وموجه ومحذر وجرس إنذار ومرمم لكل الندوب التي يخلفها العنف ويجب ألا تقتصر على حملة الـ (١٦)يوماً.