نسيت وجهي!

من الدروس الجميلة التي كنا نقف عندها مطولاً في الفلسفة، درس الذاكرة وأمراضها، ومازالت بقايا صوره حاضرة ماثلة بكل قوة، تزداد غنى وتنوعاً بما أضافه المأثور الشعبي إلى المخزون حول نعمة النسيان، وثمة من يرى أن الإنسان سمي كذلك من ( النسيان) ويتوجون الأقوال بترديد عبارات جميلة وصادقة حيناً مثل: النسيان نعمة، بكل تأكيد نعمة في أحايين كثيرة، لكنه ليس كذلك في العديدد من المطارح لاسيما عندما يكون تناسياً مقصوداً، يصل حد التجاهل، وبغض النظر عن أمراض الذاكرة التي تنشأ نتيجة عوامل مرضية حقيقية ذات جذور طبية، فإننا معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى بما يسمى: التناسي، التجاهل، الغرور، الذي يصيب البعض ويجعلهم ينسون ويتناسون كل ما عبروه من مخاضات لاندري مدى نظافتها حتى وصلوا إلى فيء ليس نظيفاً جعلهم ينسون أو يتناسون، أو بالأحرى لايرون، ألا يقولون: إن المال يعمي، الموقع لغير مستحقه أيضاً يعمي.

في حياتنا اليومية ومفرداتها التي تبدو خريطة مثقلة بالجراح، تعمل الذاكرة بطرد الواقع الأليم وتذهب بنا إلى أيام تستعيدها لعلها تكون معادلاً ما يحقق توازناً للحظات نعيشها، تفر بي الذاكرة إلى الوديان، إلى النار التي تتقد في ( الأثفية ) ونحن متحلقون حولها نتنسم روائح البرغل وشوربة العدس، ونرى طناجر الماء تسخن، نظن أنها لنا، لنفاجأ بعدها أن الأولويات للدواب المربوطة في ( الحظيرة ) نعلن احتجاجنا، ويكون الصوت المدافع: هل نسيتم حليبها، لبنها، سمنها، هل نسيتم أنكم من وراء تربيتها وبيعها تحصلون على أسباب الحياة.. هل وهل ..؟

نسيت كل شيء عن أمس واليوم، وربما الغد، وبعده، ولكن أعتقد أن الغد هو الأفضل مهما ضاقت بنا السبل، لكن لابد أن أخبركم: إني نسيت وجه البراري، ونسيت وجه القرية والأحبة والأهل، نسيت دروب الألم والأمل، لم يعد في القلب في هذا السواد إلا أن أردد ما غنته فيروز من كلمات الأخوين رحباني:

( رجعت في المساء كالقمر المهاجر

حقولك السماء حصانك البيادر

أنا نسيت وجهي تركته يسافر

سافرت البحار لم تأخذ السفينة

وأنت كالنهار تشرق في المدينة

والريح تبكي في الساحة الحزينة

أعرف يا حبيبي أنك ظل مائل

وأن أيامك لا تقيم وكالمدى تبعد ثم تبعد

أعرف يا حبيبي وتحت سقف الليل والمطر

وبحضور الخوف والأسماء والعناصر

وكل ما لا اسم له في الكون

أعلن حبي لك واتحادي بحزن عينيك

وأرض الزهر في بلادي وينزل المساء).

ولكني لم أنسَ أننا صناع الأمل، والحياة تبدأ غداً بوقع أقدام أطفالنا، ولن أنسى أن أسافر خيالاً إن لم يتح على أرض الواقع، فهل أسترد وجهي ممن نسي وجهه؟

آخر الأخبار
الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي    ترامب يهدد مجددا بفرض عقوبات على روسيا