النسخة الأفضل لكأس العالم في تاريخ البطولة العالمية، هذا ما شهد به الخصوم من المنتقصين لقدرات (العالم الثالث) واستغرابهم أن تقوم دولة من ذاك العالم بإقامة بطولة على هذا المستوى.
لسنا هنا بصدد مناقشة المال وأثره في استجلاب من هم من خارج عالمنا الثالث ليقيموا لنا (بفلوسنا) بطولة على مستواهم بل وأعلى من مستواهم، نحن هنا بصدد التأثير الذي أحدثه سواء كان سلبياً أو إيجابياً.
لعل أهم ثمار مونديال قطر هو كسر الصورة النمطية للعرب في التصور الغربي، فالمواطن الغربي يتصور العرب بشكل دائم على أنهم فوضويون لا يحسنون تنظيم حياتهم، وعلى أنهم مجتمع ذكوري بحت لا قيمة للمرأة فيه على الإطلاق، وأنهم متطرفون دينياً لدرجة الاعتداء على حريات الآخرين إلى آخر هذه الصورة النمطية المخيفة عن العرب في الذهن الغربي.
التنظيم المدهش الذي رآه العالم لم يكن فقط من صنع أيادٍ غربية قبضت مليارات الدولارات ثمناً له، هذا إجحاف بحق العرب، فتسعون بالمئة ممن شهدوا المونديال كانوا عرباً وتحلوا بأرقى سمات الانضباط والصورة المشرقة.
كما عكس العرس العالمي صورة المرأة العربية، وحسب كل الإحصاءات العالمية كان المكان والحدث الأمثل للأسرة بكل أفرادها، وأدهش العالم تعظيم العرب للأمومة واعتبار الأم شبيهة بالآلهة، ما جعل أمهات العالم يتمنين أن يكن عربيات فقالت سيدة بريطانية: (ابني يعاملني كزبونة سوبرماركت، لو كنت عربية لكان الآن يقبل أقدامي!!)
كما أوضح المونديال أن التطرف ليس عربياً، فليس عندنا من يحمل رشاشه ويدخل ليقتل زملاءه في مدرسة، كل ما في الأمر أننا تربينا على عادات وسلوك معين لا يختص ديناً دون الآخر فهي عادات قومية وليست دينية، وأرسلنا رسالة للعالم أن يحترموا عاداتنا خصوصاً وهم على أرضنا.
قبل كل هذا حدث أمر في غاية الأهمية خلال البطولة وهو التفاف الجماهير العربية كلها حول المنتخب المغربي الذي تحول إلى رمز للوحدة العربية، والصراع الذي شهدته هوية المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي أثبت أن للروح العربية أبدية لا يمكن المساس بها.