بعد أن أدخل بلاده في نفق حرب وأزمات معتم ومعها القارة العجوز التي صفقت للغلو الإرهابي الأميركي وسارت على زجاج الارتهان فباتت ترتجف من صقيع اصطفافاتها وتكتوي بنار رهاناتها الخاسرة، وبعد أن رمى باتفاقيات مينسك على قارعة رغبة أميركا والناتو بتمدد النفوذ، يبدو أن رئيس النظام الأوكراني لم يتعلم بعد من دروس الميدان رغم تلقيه اللكمة تلو اللكمة في حلبات المواجهة، ومازال تورم الحماقة يقود جنون خطواته لتدمير بلاده.
أن تكذب على نفسك وتصدق أكاذيبك أسوأ من أن تكذب على غيرك، هذا هو حال زيلنسكي بيدق اللعب الأميركي على رقعة تمدد الهيمنة الأميركية الأطلسية الذي قدم صكوك ارتهانه للشيطان الأميركي وارتضى إحراق بلاده في أفران التبعية والتضحية بالشعب الأوكراني كقربان لنيل رضا أسياده في واشنطن.
يستحق زيلنسكي المأزوم القادم الى البيت الأبيض ليتسول أسلحة، نياشين العمالة المخزية والارتهان المهين التي سيلبسها له بايدن في استعراض بهلواني هزلي، فهو كما وصفته عضو الكونغرس تايلور غرين بـ “رئيس الظل” وأوكرانيا بـ “الولاية رقم 51″، فهو أدى ويؤدي أدواره الوظيفية بشل اقتصاد أوروبا ومعاناة وارتجاف مواطنيها، ما فتح الباب واسعاً لأميركا لإنعاش اقتصادها وشركات أسلحتها وتمرير صفقات بيع غازها المسال.
لم يفهم المتورم بفداحة” إنجازاته” الكارثية أنه بيدق في لعبة الشر الأميركي ويظن أن سخاء واشنطن بدعمه بـ 1،8مليار دولار وفتح مستودعات البنتاغون للضخ التسليحي والإعلان عن تزويده بصواريخ باتريوت رغم تحذيرات روسيا، ليست كرمى للعته السياسي والعسكري الذي يرتكبه، بل إمعان أميركي بصب الزيوت لحرق إمكانات إطفاء الحرب.
كثيرة هي الحماقات القاتلة التي يرتكبها اتباع أميركا ويدفعون أثمانها باهظاً، لكنه العمى الاستراتيجي الذي يقفل بصائرهم وتقودهم به واشنطن الى الهاوية.
إذاً هو فصام عن الواقع المنجز الذي ثبتته موسكو بمداميك التفوق النوعي العسكري والاقتصادي بإصرار زيلنسكي على تقمص دور البطولة البهلوانية في مشهد تمثيلي رديء تخرجه واشنطن، فنفخ النظام الأوكراني بالهواء الأميركي لا يعدو كونه فقاعة يفقؤها الواقع الميداني.