طفت مشكلة تأمين وسائل النقل على السطح وبعد أن كان المنتج في هم تأمين المشتقات النفطية لعملية الإنتاج، أصبح أمامه مشكلة أخرى تأمين وسيلة النقل لتوزيع منتجاته سواء على صعيد محافظة، أو لنقلها إلى محافظات أخرى.
مشكلة النقل واجهت القطاع الزراعي بحدة نتيجة للإنتاج اليومي والحاجة اليومية لمنتجاته وارتباط عملية تصريفها بتأمين وسائل النقل، الأمر الذي وضع المزارع أمام أسعار بسيطة وبخسة، فيما الحلقة الوسيطة في حال القدرة على تأمين المازوت اللازم تقول: إنه وصلت أسعاره لأضعاف مضاعفة وبذلك تعوض أرباحها عبر رفع مبيع أسعار الخضار عند إيصالها إلى سوق الهال.
وبدورهم، القيمون على سوق الهال بدؤوا بالشكوى من حالة الكساد وعدم القدرة على التصريف نتيجة قلة طلب البائعين الصغار الذين يجدون صعوبة في تأمين وسيلة النقل، وفي حال تأمينها، فهذا يعني مبيع الخضار والفواكه بأسعار مضاعفة، الأمر الذي قيل إنه ليس وليد الساعة، وإنما منذ أشهر وصعوبة تأمين وسائل النقل قائمة لكن لم تكن بهذه الحدة، حيث وصلت أجرة نقل سيارة للخضار من الساحل الى دمشق ١.٤٠٠مليون ليرة سورية، وقبل ذلك لم تكن تتجاوز ٥٠٠ألف ليرة وهذا بدوره يجيب عن أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه.
إذاً حلقات مترابطة اليوم تتحكم بقصد أو بغير قصد بأسعار الخضار وتتيح للسوق السوداء العيش بفترة من الترفيه والدلال، تاركة الأثر السلبي والضغط المادي على المنتج الزراعي والصناعي من جهة والمواطن من جهة أخرى.
ويبقى الحل الأول ترقب لحالة انفراج نسمع عنها على صعيد تأمين المشتقات النفطية، والحل الآخر التخطيط الصحيح للعام القادم، وبقدر ما هو مهم حدوث انفراج في تأمين المشتقات النفطية، بقدر ما هو أهم التخلص من حالة وفكرة السوق السوداء بعد أن بدأت تنتقل من الدولار والمشتقات النفطية لتصل إلى مواد أخرى، ومنها المتة حيث بات بائعوها يتغنون علناً بسوقها السوداء.