تسابق أسعار السلع الزراعية المنتجة محلياً أسعار صرف العملات، وبسرعة استجابة لافتة تثير الدهشة فعلاً.
و لا نظن أن هذا السباق المحموم يُدار من المنتج الذي هو فلاح في المحصلة، بل ثمة تجار ومستودعات ضخمة تستحكم بحصّة المواطن وحقه في منتجات بلاده.
يبدو فعلاً أن إدارة احترافية تسعى لتحقيق أرباح عالية في المسافة بين الفلاح والمستهلك..حتى يكاد يكون لدينا بورصات يتداول بموجبها التجار سلعاً زراعية كثيرة.. “بورصة البرغل.. بورصة العدس المجروش.. بورصة الحمّص…” إلى آخر سلسلة المنتجات التي سخت بها الطبيعة السورية كي لا تترك جائعاً في هذا البلد الطيب.
ترتفع أسعار هذه السلع المنتجة منذ ستة أشهر والمخبأة في المستودعات، مع كل ارتفاع في سوق العملات.. وما على المستهلك إلا الإذعان، لأن لا خيار آخر أمامه.
الآن نتساءل والسؤال لوزارة التجارة الداخلية و”حماية المستهلك”.. أين وعودكم بتحميل هذه المواد على البطاقة الإلكترونية وإدراجها على قائمة تدخلكم الإيجابي؟
لديكم مستودعات كبيرة وممتدة يجب أن تكون “إهراءات” لمؤونة السوريين من منتجات أرضهم.. فبماذا وكيف استفدتم منها وأفدتم؟
من يراجع صالات التدخل الإيجابي يجد أنها متخمة بمنتجات زراعية سورية معبأة من شركات خاصة، تباع بأسعار لا تختلف عن أسعار السوبر ماركت وإن اختلفت فتكون بأسعار أعلى وليس أقل..!!
العدس المجروش بعشرة وأحد عشر ألف ليرة للكيلو رغم أن الفلاح قبض ثمنه نصف هذا المبلغ أو أقل.. والبرغل بسبعة آلاف ليرة سورية، ونذكر أن سعر كيلو القمح كان خلال الموسم بألفي ليرة بسعر رسمي وثلاثة آلاف للسعر الحر..فلماذا تركنا المستهلك في مواجهة حيتان شرهة لا ترحم.
البطاقة الإلكترونية تتسع فنياً لعدد كبير من السلع ..فلماذا لم تستثمروا هذه الميزة؟
أعلنتم عن نيات وشغلتم وسائل الإعلام بتداول الوعود.. لكن نسيتم كل ما وعدتم به، وفاجأتم الجميع بأن المتة ستكون الوافد الجديد على البطاقة، وكأن المتة هي قشة إنقاذ الأمن الغذائي..!!
هذا الموسم مرّ وعبر .. وموسم الحبوب القادم – كل الحبوب – بعد ستة أشهر من اليوم، سننتظر .. سننتظر إعلان الوزارة عن خططها منذ الآن لتخزين الحبوب المنتجة في حقول سورية، وتعبئتها وتوزيعها على البطاقة..فهذا حق المواطن على الوزارة، وهو أقل من واجبها بما أنها تتولى إدارة ملف التدخل الإيجابي وتحصل على السلف تلو السلف لهذا الغرض..نحن بالانتظار.
نهى علي