رحّلَ السوريون العديد من أمنياتهم وأحلامهم إلى القادم من الأيام، بعدما طغت موجة النعت الموصوف لسواد الظروف والساعات التي مرت بهم وعليهم وخاصة خلال العام الفائت..فلم يتركوا وسيلة متاحة إلا وبثوا شكواهم إليها بمفردات لا تخلو من القسوة محملين كل المآسي على تلك الأيام والظروف التي خانت طموحاتهم رغم تحملهم وصبرهم الذي فاق كل شيء.
لكن أقساها تلك الحوادث المؤلمة التي حصدت العشرات من الأرواح ومن مختلف الأعمار ..فلم يكن أحد على موعد مع القدر الخاطف لتأتي ساعة الغفلة بشهقة الموت ..لقد فجعت الكثير من العوائل والأسر بأبنائها وفلذات أكبادها لتعلو الآلام الوجدانية الصامتة كل نفس.
شابان إخوة من قريتي ١٨،و٢٢ عاماً أبناء شهيد قضيا معاً في الثامن والعشرين من الشهر الفائت وإصابة رفيقاهما بحادث مروع في مدينة مصياف، أيضاً في مدينة الصبورة محافظة حماة أصيب سائق إحدى الحافلات الكبيرة بجلطة مفاجئة ماجعل الحافلة تتراقص يميناً وشمالاً مع سقوط ما تحمله من صناديق، مخلفة مآسي بالجملة مابين فراق أبدي وجرحى قد تئن أجسادهم طويلاً،وغيرها الكثير من حوادث متعددة على امتداد جغرافية الوطن فقدنا فيها زملاء مهنة وعمل وأحبة وأصدقاء وجنوداً أبطالاً.
ميلو دراما العام كانت الأقسى على صعيد النفس والعاطفة والروح، فكل شيء يعوض مهما نقص وندر، إلا ما خرج من الحياة عنوة تسليماً بقضاء الله وقدره لنبقى أسيري الذكرى والملامح، والأصوات والحركات، والأشياء التي تركوها متناثرة كبقايا صور أمام النفس والعين..
جبر الله خواطر السوريين بكل تجلياتها..وكل عام والجميع بألف خير من الله المعين.