هدأ “صخب الزيت” مع نهايات الموسم، الذي كان خيّراً ووفيراً ومثيراً للجدل أيضاً في الكثير من الحيثيات حتى الدقيقة منها بدت غاية في الأهمية، لأن لمحصول الزيتون في سورية بُعداً استراتيجياً.
التكاليف..الأسعار…أجور المعاصر…والأهم التسويق والتصدير، وعند هذه الحلقة الأخيرة بات لابد من الوقوف ملياً، للتحري عن حال موسم بات هو الأهم في ظل تنحٍ مؤقت لمحاصيل استراتيجية رئيسة..؟
ماذا صدرنا..وإلى أين… وكيف..كلها تساؤلات مهمة انطوت إجاباتها في كواليس العمل التجاري الذي لايمكن حصر رقم دقيق بشأن أي من نشاطاته.
لكن ومن أجل عدم الدوران في حلقة مفرغة..سيكون التساؤل الأهم هو: هل تكفل موسم الزيت الوفير بتحفيز همم الجميع – حكومة وقطاع أعمال – من أجل التأسيس لمشروعات تكرير وتعبئة لمنتج سوري يحظى بسمعة عالمية لكن الأوسمة تذهب للغير؟
تتوالى أخبار تراخيص المشروعات الاستثمارية كل أسبوع تقريباً.. لكنها مشروعات غير استراتيجية ” بسكويت..شوكولاته….” ويبقى التساؤل ملحاً عن الظروف التي تحول دون مجرد التفكير بمثل هذا الاستثمار ” تكرير وتعبئة زيت الزيتون”..فما نعلمه أن الزراعات الاستراتيجية هي المحفز الأكبر لصناعات استراتيجية..؟؟
الجدال سيطول في هذا الصدد ..لأنه قديم ويتجدد لكن دون تحقيق أي تقدم على الأرض..لذا تبقى مهمة تحريك هذا الملف الحساس، مهمة حكومية لا يجوز تركها لمبادرات قطاع الأعمال.
بالتالي من المهم أن تطلب الحكومة من اتحاد غرف الصناعة تحديد كبار المتمولين المختصين في التصنيع الغذائي من كافة المحافظات، و إن احتاج الأمر بلورة ائتلاف رجال أعمال لتولي تأسيس عدة مصانع تكرير في مناطق الإنتاج الأساسية، رغم أننا لا نظن أن التمويل هو المشكلة..
بل المشكلة تكمن في أن التصدير “الدوغمة” يحقق لأصحابه أو لصاحبه الأرباح الوفيرة، ولتذهب القيمة المضافة وحكايا تعزيز بنية التصنيع الزراعي إلى الجحيم.
المشروع مشروع وطني واستراتيجي . وإطلاق وتنظم المبادرات باتجاهه مهمة حكومية، فإن لم تفعلها الحكومة و”نحرج” قطاع الأعمال سنبقى ندور في حلقة مفرغة…حلقة التفكير والتخطيط والطموح الخام.
نهى علي