الثورة – منهل إبراهيم:
قالت البحرية الأمريكية إن سفينة حربية تابعة لقوات الولايات المتحدة، أبحرت عبر مضيق تايوان، أمس الخميس، في خطوة من المرجح أن تثير غضب بكين، التي لطالما نددت بالانتشار العسكري لواشنطن في المنطقة.
وذكرت البحرية الأمريكية في بيان، أن المدمرة المزودة بالصواريخ الموجهة “يو إس إس تشونغ هون” أجرت عبوراً روتينياً عبر مضيق تايوان في 5 كانون الثاني عبر المياه التي تطبق فيها حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار وفقاً للقانون الدولي.
وأضافت البحرية الأمريكية أن عبور “تشونغ هون” عبر مضيق تايوان، يظهر التزام الولايات المتحدة بحريّة الملاحة وفتح المحيطين الهندي والهادئ، مشيرةً إلى أن جيش الولايات المتحدة يطير ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي.
وتصاعدت التوترات حول تايوان (الصين تايبيه) في الأشهر الأخيرة، حيث تؤكد بكين سيادتها على أراضي الجزيرة، التي تحظى بحكم ذاتي، وتهدد باستخدام القوة لبسط سيطرتها إن لزم الأمر، وترفض التوجهات الداخلية وكذا السياسات الأمريكية الداعمة للانفصال، وتعترف واشنطن دبلوماسياً بسيادة بكين على تايبيه، ومع ذلك، فإنها تحافظ على علاقات الأمر الواقع مع تايوان وتدعم حق الجزيرة في تقرير مستقبلها، وتلتزم تجاهها بسياسة الغموض الاستراتيجي الذي يجعل موقف واشنطن غير واضح في حال تدخل الصين عسكريا للسيطرة على تايوان.
وتفاقمت التوترات في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات في 2022، بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي، تايبيه، ما دفع بكين إلى تنظيم مناورات عسكرية جوية وبحرية غير مسبوقة حول الجزيرة.
وذكرت تقارير سابقة، أن المسؤولين العسكريين الصينيين أكدوا مراراً وتكراراً، خلال اجتماعات مع نظرائهم الأمريكيين في العام الماضي، أن مضيق تايوان ليس جزءاً من المياه الدولية، ما أثار قلق واشنطن، وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون إن معظم أجزاء المضيق تشكل مياها دولية، وهم يرسلون بشكل روتيني سفناً بحرية عبر الممر المائي كجزء من تدريبات حرية الملاحة.
ولطالما أكدت الصين أن مضيق تايوان جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة، وترى أن هناك حدوداً لأنشطة السفن العسكرية الأجنبية في تلك المياه.
وبينما تبدي واشنطن قلقها إزاء تزايد الضغوط العسكرية الصينية على تايوان في السنوات الأخيرة، تعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، وتتوعد بإعادة توحيدها مع البرّ الرئيسي، وبالقوة إن لزم الأمر.
ومن شأن عبور المدمرة الأولى في 2023، أن تزيد من توتر العلاقات بين بكين وتايبيه، المتدهورة منذ العام الماضي، في حال ضاعفت الصين من مناوراتها العسكرية حول الجزيرة.
وفي أواخر مايو- أيار الماضي أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن حفيظة الصين، عندما قال إنّ واشنطن لن تتوانى عن التدخّل عسكرياً للدفاع عن تايوان، إذا ما شنّت الصين هجوماً عسكرياً ضدّها.
غير أن بايدن عاد عن كلامه في اليوم التالي ليؤكد أنّ سياسة “الغموض الاستراتيجي” التي تتّبعها بلاده في هذا الملف لم تتغيّر، وهي سياسة تقوم على الاعتراف دبلوماسياً بالبّر الصيني والالتزام في الوقت نفسه بإمداد تايوان بالأسلحة للدفاع عن نفسها.