السخرية من السلام

ما إن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة عيد الميلاد حتى زاد سعار الغرب متمثلاً بحلف الناتو بزعامة أمريكا، وراحوا باتجاه زيادة الزخم في دعمهم لنظام كييف، حتى ذلك الدعم الذي كانت واشنطن ودول الناتو مترددة به، أخرجوه للعلن ولم يعد هنالك أي خط أحمر في إرسال المدرعات وأنظمة “باتريوت” من ألمانيا المترددة في هذه الخطوة.
نعم كما قالت روسيا، كييف مستعدة للتضحية بشعبها وبلدها من أجل ألعاب الغرب الجيوسياسية، والغرب بدعمه الذي قطع رأس الهدنة، وجعل منها مجرد التزام من طرف واحد وهو الطرف الروسي، دفع رئيس النظام الأوكراني لتصريحاته التي تظهر عدم الجنوح للسلام، فرفض فلاديمير زيلينسكي، اقتراح روسيا بهدنة عيد الميلاد، إعلان باستمرار الحرب ونواياه واضحة من قوله إن الهدنة التي اقترحتها موسكو “غطاء لتعزيز المواقف الروسية على خط المواجهة”.
أمريكا دوماً تسخر من السلام ومن الحوار وليس مستغرباً أن تصف هدنة عيد الميلاد التي أعلنتها روسيا في منطقة العمليات العسكرية بأوكرانيا بـ “السخرية”، وهذا ما صرح به لسان حال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي وقال بالحرف: “من وجهة نظرنا، هناك كلمة واحدة تصف الهدنة على أفضل وجه – السخرية”.
الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد مجدداً أنها راعية للحرب، ومجهضة لأي خطوة تقود لعملية سلام أو حوار أو إنهاء أزمة، إذا كانت النتائج لا تحقق لها المكاسب، وتقود إلى سيطرة على الأرض، وكسر الخصوم، وواشنطن تتجاهل أن الفوز في المعارك لن يكون من نصيبها في كل مرة، وكيف اليوم وهي تحارب موسكو، القطب القوي سياسياً وعسكرياً، ومنطقياً.
واشنطن تتعامل مع خصومها بحسب نواياها تجاههم، لذلك ترى في هدنة الميلاد وتعتقد أن روسيا تعتزم استخدامها فترات توقف مؤقتة لإعادة التجمع، وتقول “لا يمكن النظر إلى هذا على أنه وقف لإطلاق النار إذا كانت هناك نية لتدريب المقاتلين”، مع أن موسكو عبر قنواتها الدبلوماسية أوضحت الغاية من الهدنة، لكن العقل الأمريكي، يترجم الهدنة وفق الخطط المستقبلية التي ترسمها الإدارة الأمريكية، في إطالة أمد الصراع في أوكرانيا.
أمريكا تفصل كل القضايا والأمور حسب مقاسها، وتصدر الأحكام مسبقاً دون أن تتقدم أي خطوة إيجابية ممن يتقدمون نحوها بإيجابية، ولا ترى الولايات المتحدة أي بوادر استعداد من جانب روسيا للدخول في حوار سلمي مع أوكرانيا، هكذا يقول العقل الأمريكي العارف تماماً أن موسكو تقبل الحوار والنقاش، ولا تريد استمرار الحرب.
أمريكا تكذب على نفسها وعلى شعبها، وعلى الشعب الأوكراني، كما كذبت من قبل على شعوب كثيرة وعدتها بالحرية والرفاهية، والأمثلة أكثر من أن تذكر، وكما نظام كييف مستعد للتضحية بشعبه وبلده من أجل ألعاب الغرب الجيوسياسية، فإن أمريكا وحلف العدوان الأطلسي مستعدون للتضحية أيضاً بشعوبهم وبلدانهم من أجل ألعابهم الخطيرة في كل بقاع العالم.

منهل إبراهيم

آخر الأخبار
السودان يثمّن دور السعودية وأميركا في دفع مسيرة السلام والتفاوض توليد الكهرباء بين طاقة الرياح والألواح الشمسية القطاع المصرفي.. تحديات وآفاق إعادة الإعمار الخارجية توقع مذكرة تعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز قدرات المعهد الدبلوماسي القبائل العربية في سوريا.. حصن الوحدة الوطنية وصمام أمانها  عدرا الصناعية.. قاطرة اقتصادية تنتقل من التعافي إلى التمكين نتنياهو في جنوب سوريا.. سعي لتكريس العدوان وضرب السلم الأهلي هيئة التخطيط والإحصاء لـ"الثورة": تنفيذ أول مسح إلكتروني في سوريا استلام الذرة الصفراء.. خطوة لدعم المزارعين وتعزيز الأمن العلفي تعرفة النقل بين التخفيض المرتقب والواقع المرهق.. قرار يحرّك الشارع بعد عام من الحراك الدبلوماسي.. زخم دولي لافت لدعم سوريا صحيفة الثورة السورية المطبوعة.. الشارع الحلبي ينتظر رائحة الورق حملة "دفا".. ليصبح الشتاء أكثر دفئاً استيراد السيارات المستعملة يتأرجح بين التقييد والتمديد من الماضــــي نستمد العبرة للحاضـــر اضطراب القلق المعمّم يهدّد التوازن النفسي.. وعلاجه ممكن بشروط اختلال ميزان المجتمع.. هل تلاشت الطبقة المتوسطة ؟ الزيتون.. موسم صعب بين الجفاف وقلة الدعم التلوث البيئي... صمت ينهش رئتي دمشق  رحلتان علميتان لتعزيز مهارات طلاب علوم الأغذية بجامعة حلب