عبد الكريم الناعم وخمرة الشعر

الثورة :

أن تتابع شاعراً عرفته عن قرب منذ طفولتك واستمعت إليه يلقي الشعر أو رأيته يتابع جمع التراث الشعبي لاسيما الأغاني.. يعني هذا أنك قد حظيت بكنز من تجارب الإبداع ويزداد الجمال حين تقرأ كل ما يقدمه في المشهد الإبداعي.
الشاعر عبد الكريم الناعم الصديق والأستاذ والمعلم ما زال يثري المشهد الثقافي العربي بالكثير الكثير.
في جعبته أكثر من ثلاثين أو أكثر من المجموعات الشعرية والدراسات الفكرية المهمة.
جديد شاعرنا صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق وقد حمل عنوان بنكهة الزعتر.
مجموعة شعرية على الرغم من صغر حجمها…
تقع المجموعة في ٩٥ صفحة من القطع المتوسط.. وهي كما تدل تواريخ كتابة نصوصها كانت عبر عقود من الزمن أقدمها النص الموجه لأهل الدير مع الإشارة إلى أن معظم النصوص كتبت عام ٢٠١٨ أي مع اشتداد وقع الضغط الحياتي والحرب العدوانية على سورية.
المجموعة في نصوصها من الشعر المعتق الصافي بل يمكن القول إنها خمرة الشعر الذي يحمل صفوة اللغة والشعور.. نصوص طافحة بدلالات أعمق وأبعد غوراً مما تحمله المفردات.. بل يمكن القول إن جمر المعنى يتقد حتى تكاد الجملة الشعرية تغدو حقل دلالات أبعد مما قاله النفري ذات يوم كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة… لقد اتسعت الرؤيا هنا ووصلت العبارة أبعد مدى من محيطات المعاني.
يفتتح المجموعة بنص يوجه التحية فيه إلى دير الزور درة الفرات..
بيني وبين أهالي الدير من قدم
ما يشعل القلب إيراقاً ويستبق..
حبي العيون التي للبدو لفتتها
يهيجها الألق الفتان والنزق..
ونهرها آه نهر الفرات وكم..
وقفت يفضي الهواء للماء والطرق.
وحين تقرأ العناوين التي ضمتها المجموعة تقع على مفارقات الحياة التي غدت قصيدة تشتعل.
من عناوين النصوص: أشرعة ظهيرة،حارس النبيذ، صاحبي، دون مرفأ، ملل، تداعيات،
شهيق، بؤس الملل، هذه المرحلة، تساؤل، تواسية، ما قرأه الحسون، رسوخ،
بنكهة الزعتر، ما الشوق، سراب، لحظة، المعري المتعدد.
ومن نص هذه المرحلة الذي كتب عام ٢٠١٨م نقتطف:
جسدي خربة وروحي عمار..
أي كأس عليه سوف تدار؟
أقلق الجسم هذه الروح قدماً
فتلظى وشاقه التيار
وأنا اليوم في صفاء الينابيع
تهادى في جانبي الخضار..
ولعل ذروة النصوص ما ختم به المجموعة وهو تحت عنوان: المعري المتعدد.. وهو أطول النصوص وأكثرها ثراء بالدلالات.. ويذكرنا بالكثير مما قاله الشعراء في المعري.. من بدوي الجبل إلى الجواهري وغيرهم..
في هذا النص جدلية لا يمكن إلا أن تنصف المعري الذي تاه فيه الكثيرون..
أعمى تسير به البصيرة..
الحنادس مبصراً
أعمى ويبصر مدركاً ما لا يرى..
قلق وهذا شأن كل المدلجين
على سرى
..أيها الأعمى الذي يقتحم العتمة
بالنور الذي لم ندر من أين.. يجيء..
أيها المؤمن والملحد.. هكذا أنت سبيل..مقصد..
منذ ألف كل ماضيك غد
كل بستانك فيه الأجود..
كل ما عندك أعلى..
الشك أعلاه..
وفي الإيمان أقصى ما تكون الرحلة.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق