الثورة – هراير جوانيان:
فشلت كل المنتخبات غير الأوروبية في الفوز ببطولة العالم لكرة اليد، حيث شهدت 27 نسخة سابقة تألقاً أوروبياً خالصاً يؤكد قوة المنتخبات في قارة أوروبا في هذا الاختصاص، بل إن عدة بطولات تعرف وصول 4 منتخبات أوروبية إلى نصف النهائي.
وفرضت منتخبات أميركا الجنوبية حضورها بقوة في منافسات كرة القدم وخاصة الأرجنتين والبرازيل، باعتبار تتويج منتخب التانغو بثلاث نسخ من نهائيات كأس العالم وتتويج منتخب السامبا بخمس نسخ، كما تواجه منتخبات أوروبا منافسة شرسة من الولايات المتحدة أساساً في كرة السلة والعديد من المنتخبات في كرة الطائرة، في وقت لن تقدر المنتخبات غير الأوروبية على التألق في كرة اليد.
ويملك المنتخب الفرنسي الرقم القياسي في عدد التتويجات بكأس العالم لكرة اليد حيث حصد اللقب في 6 نسخ سابقة، ليفرض هيمنته خاصة في السنوات الأخيرة التي كوّن خلالها جيلاً مميزاً أبهر العالم.
ويحتل منتخبا السويد ورومانيا المركز الثاني في عدد التتويجات، حيث حصد كل منتخب منها 4 ألقاب وقد شهد مستوى رومانيا تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة ولم يعد قادراً على منافسة أهم المنتخبات في العالم.
وفاز كل من روسيا وألمانيا باللقب في 3 مناسبات لكل منتخب منهما، وقد شهد مستوى كل منتخب تراجعاً في العقد الأخير، رغم قوة الدوري الألماني الذي يُعتبر من أفضل الدوريات في العالم والفرق الألمانية تحقق الكثير من النجاحات على مستوى المسابقات الأوروبية، ولكن المنتخب يفتقد المواهب القادرة على إعادته إلى المجد.
وتوجت إسبانيا والدانمارك باللقب في مناسبتين لكل منتخب، حيث نجح المنتخب الدانماركي في الحصول على اللقب في آخر بطولتين، وهو يطمح إلى أن يكون أول منتخب في العالم يتوج باللقب في 3 مناسبات توالياً.
وحصدت منتخبات كرواتيا وتشيكيا وصربيا اللقب في مناسبة واحدة لكل منتخب لتكمل عقد الهيمنة الأوروبية على بطولة العالم وسط غياب لكل القارات الأخرى، باستثناء إنجاز قطر في 2015 عندما احتلت المركز الثاني كأول بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يحقق هذا الإنجاز غير المسبوق.
وتتفوق المنتخبات الأوروبية بفضل الأجهزة الفنية، حيث يوجد في أوروبا عدد من المدارس المختلفة التي ساعدت في تطوير اللعبة وجعلت المنتخبات أقوى، كما أن مختلف الدول رصدت اعتمادات ضخمة من أجل تطوير المسابقات المحلية خاصة وأن الإقبال على رياضات الصالات في أوروبا يكون مهماً بالنظر إلى إمكانية ممارستها في كامل السنة عكس منافسات كرة القدم مثلاً التي تتأثر بقسوة المناخ في الشتاء، وبالتالي كان عدد المجازين مرتفعاً للغاية وساعد في تكوين بطولات قوية على الصعيدين المحلي والأوروبي.
وكانت أسبقية المنتخبات الأوروبية واضحة ونجحت في أن تفرض إيقاعها في كل البطولات إلى حدّ الآن مع انتقال السيطرة في كل فترة من بلد إلى آخر، حيث نجح منتخب الدانمارك في إعادة الهيمنة إلى المنتخبات الاسكندنافية التي باتت الأفضل في العالم حاليا.
السابق