كلّ الأنظار السياسية والإعلامية والدولية تتجه لدمشق الهادئة رغم كلّ العصف الإقليمي والعالمي حولها ..تتسارع الأضواء الإعلامية لأي تصريح يأتي بالخبر اليقين من بوابة الشرق التي لاتفتح عبثاً ولاتغلق بسلبية سياسية ..هو الاتزان في لحظات سيلان المصالح خاصة التركية وتحديداً الانتخابية ..
تتزاحم الأسئلة الإعلامية على بوابة الخارجية السورية وتوضع كلّ الحروف الدمشقية تحت ضوء التحليلات …هل هناك مفاجآت سياسية من عيار القبول السوري بالمصافحة التركية؟!
من يعرف عراقة السياسة السورية وحنكتها وهدوءها وقدرتها على التمييز بين المزيف والحقيقي من الحلفاء والتحالفات والتغيرات قادرعلى استشفاف الموقف وقد يكون من السهل عليه تفسير الكلام السياسي والدبلوماسي الصادر عن القيادة السورية خلال الأيام الماضية ..
لقاء وزير الدفاع السوري مع نظيره التركي تمّ بإيجابية ولكن ماذا بعد وكيف للطاولات السياسية بين دمشق وأنقرة أن تنعقد فوق احتلال تركي للأراضي ودعم اردوغاني للارهابيين ..نية الرئيس التركي ليست كافية وربما تكون هي المعضلة الكبرى لكثرة الشكوك حولها . فالرجل الذي انقلب من سياساته المعادية لسورية إلى حمامة سلام في لحظة انتخابية قد يعود إلى القمقم الأميركي وعلى توقيت الأطلسي في أي لحظة بعد انتخابه!!
كلام وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد كان واضحاً فأي لقاء سوري تركي على طاولة سياسية يتحدد فوق ميدان سوري نظيف من الاحتلال التركي و بعد النتائج التي تحددها اجتماعات اللجان الفنية المنبثقة عن اجتماع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا ..وماعدا ذلك هو عملية سياسية يريدها اردوغان أن تبدأ شكلياً لدعمه في الانتخابات.
اللافت بالأمس ومع حضور الضيف الدبلوماسي الايراني عبد اللهيان تركيز كلّ من دمشق على التعاون في المجال الاقتصادي ومجالات الطاقة وهي رسالة واضحة بأن دمشق وحلفاءها يبحثون عن فك الحصار الجائر على سورية بأيديهم وقدراتهم لتخفيف الابتزازات الاقتصادية بكلّ عناوينها ريثما يظهر الخيط الأبيض من الأسود في التحولات الجديدة في المنطقة وخاصة التحول التركي !!.