الثورة-حمص-رفاه الدروبي:
ألقى القنصل الفخري للمنطقة الجنوبية الدكتور رفلة كردوس محاضرة عنوانها “خصائص الجالية السورية في البرازيل امتداد قومي كبير للوطن الأم” بدعوى من رابطة المغربين احتضنها نادي الرابطة الأخوية الواقع ضمن شوارع وأزقة حمص القديمة.
استهل محاضرته بأنَّ الهجرة تعتبر ظاهرة طبيعية فالكائنات الحية تنتقل إلى حيث يمكن التلاؤم مع البيئة والهجرة ظاهرة اجتماعية ويسميها المفكر توينبي هجرة تحدي هادفة ساهمت في إعمار الأرض وارتياد مجالها ووسيلة لنشر الحضارات والثقافه وتبدل الخارطة الديموغرافية في العالم لافتاً الى أنَّ الوطن العربي ظل يرفد العالم بالموجات الحضارية, بدءاً من إفريقيا إلى أوروبا عبر الأندلس وصولاً إلى أمريكا وقد اكتشفها الفينيقيون قبل كولومبوس بقرون عديدة وانطلقوا من أرواد وصور وصيدا حملوا معهم إلى البلدان المفتوحة ثقافتهم وحضارتهم وعاداتهم ولغتهم.
الدكتور رفلة أشار أن بعض الكتب التاريخية تروي بأنَّ الفينيقيين أبحروا عبرالأطلسي ووصلوا إلى البرازيل في عام /1922م/ ظهر كتاب العالم اللغوي في جامعة هارفارد ليو وينر عنوانه “إفريقيا واكتشاف أمريكا” درس وينر الكلمات الموجودة في لغات هنود أمريكا وأقدمها لها أصول عربية ووجدت في لغات الهنود عام /1290/ أي قبل كولومبوس بقرنين.
وأضاف إن الهجرة العربية إلى العالم الجديد لها جذور عميقة في التاريخ فالامبراطور البرازيلي بيدرو الثاني عندما زار سورية ولبنان أعجب بمدينة دمشق وسماها في أحد رسائله “لؤلؤة الشرق” وفور عودته بدأ بتعلم اللغة العربية على يد العالم اللغوي إبراهيم اليازجي, وأهداه كتاباً بالعربية, كتب الإمبراطور عليه بعض السطور باللغة العربية, ولايزال الكتاب محفوظاً حتى اليوم في متحف بيتروبوليس بالبرازيل وازدادت وتائر الهجرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
بينما بيَّن قنصل البرازيل أنَّ أسباب الهجرة تعود إلى عوامل اقتصادية وفكرية وحقق المغتربون الأوائل نجاحاً لا يستهان به كأحد الدوافع للهجرة والاغتراب مؤكداً عدم نسيان أجواء القهر الفكري في العهود الاستعمارية ما أدى إلى هجرة الأدباء وأصحاب القلم المبدع كالشاعر إيليا أبو ماضي موضحاً أنَّه رغم ما لاقاه المغتربون من صعوبات كثيرة إلا أنهم أصبحوا مؤثرين بكافة مناحي الحياة اقتصادية وتجارية وثقافية وأقاموا عشرات المنشآت كالنوادي و المشافي في دور الأيتام والعجزة والمدارس والجامعات.