هشام اللحام
ظاهرة تغيير المدربين وبشكل كبير مستمرة في الدوري السوري الممتاز مع تسجيل أرقامه القياسية في عدد المدربين المقالين أو المستقيلين، والنتيجة واحدة طبعاً، وهي التخبط وتذبذب المستوى الذي يميل أكثر نحو السوء والضعف.
جهل وسوء إدارة
وقبل أن نخوض في عدد وأسماء المدربين الذين تغيروا هذا الموسم، يجب الوقوف عند الأسباب التي تجعل التغيير كبيراً ويبدو وكأننا في دوري حارات، ولعل من أهم الأسباب سوء الإدارات وجهلها برغم أن هناك من له خبرة، ويعلم أن الاستقرار من أهم عوامل النجاح، فالإدارات ما إن تتعاقد مع مدرب والمفروض أنها تعاقدت معه بعد قناعة بإمكاناته، تسارع إلى إقالة المدرب أو الطلب منه أن يستقيل بعد مباراتين أو ثلاث بسبب الخسارة، وكأن المباراة فيها فائز فقط؟!.ومن الطبيعي أنه مع التعاقد مع مدرب جديد أن يمنح الوقت، ويكون هناك صبر على الأداء والنتائج، ولكن الكل يريد الفوز فوراً وخاصة الأندية الجماهيرية التي تخشى ردود فعل الجمهور.
ومن الأسباب أيضاً أسباب تتعلق بالأمور المالية، وكذلك بالمدربين أنفسهم الذين يجدون أنفسهم بلا دعم، وهم الحلقة الأضعف فيسارعون للاستقالة.
13 مدرباً تغيروا
حتى هذه اللحظة ومع نهاية المرحلة التاسعة تغير أو تم التغيير 13 مرة، والمدربون الذين تغيروا هم رأفت محمد وعمار الشمالي ومصعب محمد وزياد شعبو وفراس قاشوش وهشام شربيني ومحمد خلف وعماد دحبور ولوسيان داوي وفواز مندو وهشام كردغلي وعبدالناصر مكيس وضرار رداوي، وهناك أخبار عن نية مدرب الطليعة حالياً بشار سرور تقديم استقالته لكن إدارة النادي رفضت. والأندية التي غيرت مدربيها هي تشرين وحطين والكرامة والوحدة والمجد والجزيرة والفتوة والطليعة، وبرغم أن مدرب الجيش السابق رأفت محمد تقدم باستقالته قبيل بداية الموسم، إلا أننا لا نعدّ أن الزعيم غير مدربه لأنه مع التعاقد مع حسين عفش خلفاً لرأفت لم يتم أي تغيير، وكذلك الحال بالنسبة لمدربي الأهلي ماهر بحري والوثبة فراس معسعس وجبلة علي بركات.
والطريف أن المدربين المتغيرين ينتقلون من نادٍ إلى آخر في عملية تبادل للأدوار، والطريف أكثر أنه من النادر أن تتغير النتائج مع هذه التغييرات فمن كان يخسر يستمر بالخسارة، ما يعني أن المشكلة ليست في المدربين مع قناعتنا بأن معظم هؤلاء وسواهم ممن يتواجد على الساحة المحلية لا يملكون الخبرة والشخصية التي تؤهلهم للعمل في هذا المجال، وإن كانوا يحملون شهادات تدريب، مع التأكيد أن ضعف الإدارات وقلة المال هي من أهم أسباب هذه الظاهرة والخلل الفني المستمر، والذي تراجعت معه الكرة السورية كثيراً.
السابق