تألم السوريون جميعاً .. وكل ضحية أو مصاب بهذا الزلزال الذي ضرب وطننا كأنه أخ أو ابن أو قريب من الدرجة الأولى ..
تآلف السوريون وسابقوا الزمن من خلال إجراءات سريعة كان أولها ترؤس السيد الرئيس بشار الأسد اجتماعاً للحكومة وتعليماته الواضحة باستنفار كامل الإمكانيات المتاحة..
عند الكوارث الطبيعية تطغى المسؤولية الإنسانية على الجميع “هكذا يجب أن يكون” .. وسورية التي لم تبخل عبر تاريخها بمد يد العون لأشقائها وأصدقائها وقت الشدائد والأزمات .. ومن يريد أن يتذكر فالأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى ..
يقال: “في زمن الشدائد يعرف الصديق الحقيقي” .. فعلاً رأينا كيف قامت بعض الدول الشقيقة والصديقة بمد جسور جوية وبرية وبحرية لتقديم المساعدة..
المفارقة المحزنة أن هناك من تلطى واختبأ وراء إصبعه متحججاً بالعقوبات الأميركية الظالمة وغير القانونية واللاإنسانية ..
هنا القانون الإنساني يتفوق على القانون الوضعي .. وتعود الإنسانية بصفتها العفوية ..
فهذا الأمر “الكوارث” الطبيعية يمكن أن تحدث في أي بلد وفي أي وقت .. وبالتالي يجب على الدول والأمم المتحدة ومنظماته الدولية أن تتعامل بإنسانية مع هكذا أوضاع ..
الشعب السوري يستطيع أن يبلسم جروحه .. وكما استطاع أن يحارب الإرهاب العالمي ويخرج من أكبر محنة جراء الإرهاب والحصار فهو قادر أيضاً للخروج وإعادة البناء والإعمار..
الشعب السوري الذي فتح بيوته سابقاً لأشقائه من لبنان والعراق والكويت .. والقائمة تطول .. ورفض إقامة أو إنشاء خيمة واحدة وتقاسم الخبز والمحروقات ..
على التوازي الجهات الرسمية فتحت المدارس والمؤسسات العامة للأشقاء وقدمت لهم كل ما هو ممكن وكأنهم في بلدهم الأم ..
سورية قدرها أنها “أم” الكل وملجأ لكل عربي طرق بابها .. وقدرها أن تتحمل وتضحي وهذه ضريبة يدفعها “الابن الكبير”..
سورية راضية وفخورة بمواقفها عبر تاريخها الطويل .. وستبقى على الدوام بيت العرب الجامع..
الذي حصل مع سورية وفي سورية يشبه قصة الشخص الذي عثر على رجل في الصحراء يعاني الجوع والعطش .. فما كان منه إلا أن مده بالماء والطعام .. وعند أخذ حاجته شهر سيفه غدراً عليه وطلب منه تسليم ماله وفرسه وسلاحه.. وافق بكل رحابة صدر إلا أنه وبعد أن سلمه كل شيء ناداه وقال له:
لي رجاء عندك .. رد: ما هو؟
قال له: لا تروي هذه القصة لأحد..
وعندما استفسر الرجل عن السبب رد عليه وقال: حتى لا تموت النخوة في نفوس العرب..