رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري: يناشد المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدات ورفع الحصار
الثورة – ميساء الجردي – غصون سليمان:
وجه رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري الدكتور خالد حبوباتي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في مبنى المنظمة بيانا إنسانيا إلى المجتمع الدولي على إثر كارثة الزلزال الذي ضرب أربع محافظات في سورية وأسفر عن أضرار جسيمة.
وأشار إلى أهم المحاور التي يعمل عليها الهلال وفي مقدمتها الخدمات المنقذة للحياة المتعلقة بالإسعاف والطوارئ والصحة ليأتي بعدها الغذاء والماء والمأوى حيث اعتمدت خطته على عدة مراحل تتوافق مع التعريفات المعيارية المعتمدة دوليا للكارثة وهي مرحلة التأثير التي تم افتراض امتدادها من 4 إلى ستة ساعات وهي مرحلة حدوث الزلزال. ومرحلة الطوارئ الحادة وهي من 6 ساعات إلى 48 ساعة والتي نحن فيها حاليا. ومرحلة ما بعد الطوارئ حيث يكون قد مر على الكارثة 48 ساعة. وهناك مراحل التعافي والإنعاش وإعادة التكرار وهي المرحلة الأصعب بعد 48 ساعة
– تغطية الاحتياجات الأولية
وأوضح أن المنظمة تعمل على تنفيذ المرحلة الأولى القائمة على إنقاذ حياة المتضررين والوصول بهم إلى الأمان لمتابعة تقديم الخدمات الأساسية اللازمة وفق تفويض نعمل من خلاله على تغطية الاحتياجات الطارئة للعائلات والوصول بهم إلى حالة تسمح باستمرار تقديم الخدمات واستقرارهم نفسيا والعودة التدريجية لسبل عيشهم ومصادر رزقهم وتحقيق استقرار بالخدمات العامة لضمان إعادة تعافي للمجتمع. لافتا إلى أن الهلال ينسق وفق تفويض عمله مع كل العاملين الإنسانيين والمنظمات ومكاتب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية ويعمل كرديف للجهود الحكومية بصفته عضوا في اللجنة العليا للإغاثة وتحت استجابة اللجنة الوطنية المشكلة للاستجابة لهذه الكارثة.
وبين حبوباتي أن أوليات المنظمة هي سلامة المستفيدين والمتطوعين والاستجابة الأولى تكون بالإخلاء إلى جانب دور الدفاع المدني. حيث تم تفعيل جميع القطاعات لتحقيق الاستجابة وترتيب الأولويات. من خلال دورنا مع وزارة الصحة في الإسعاف والطوارئ ودعم العيادات المتنقلة والمستوصفات. ودورنا في تخديم مراكز الإيواء التي وضعتها الحكومة في المحافظات التي حدثت فيها الأضرار. وفي موضوع الإغاثة الطارئة تقدم المواد الغذائية وغير الغذائية والمياه، وتمتد المساعدة في موضوع إدارة نقل الجثامين وإمداد أكياس الجثامين لكل الضحايا إضافة إلى خدمات الدعم اللوجستي والكاش ودعم سبل العيش في المستقبل.
– نداء إنساني
وبين حبوباتي أن عملية الإخلاء والإنقاذ تواجهها العديد من المعوقات والعقوبات وأهمها نقص الآليات الكبيرة للمشاركة في رفع الأنقاض مثل روافع الشوكيات التي تحمل الأنقاض وتحافظ على حياة الأشخاص المتواجدين تحتها حيث تشكل العقوبات والحصار العائق الأساسي في عدم قدرتنا بالحصول على هذه المعدات الثقيلة ومن هنا طالب برفع الحصار ورفع العقوبات. كما طالب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وكل أعضائه لرفع العقوبات الاقتصادية عن سورية ، مشيرا إلى العلاقات الجيدة والتاريخية مع الأوروبيين يجب أن تكون كفيلة بعد هذا الزلزال المدمر الذي يعتبر كارثة طبيعية لرفع العقوبات.
كما طالب البرنامج الغذائي الأمريكيusn بفتح طريق للمساعدة في ظل هذه الظروف الصعبة الناتجة عن الكارثة للشعب السوري حتى لو كانت بشكل معلن. لافتا إلى أن المنظمة قامت بنداء سابق بالاشتراك مع شركاء المنظمة بالحركة الدولية الإنسانية وهم اللجنة الدولية afrc والاتحاد الدولي وفق التفويض الذي لدينا. وطلبنا المساعدة من الجمعيات الوطنية للبلدان المشتركة والموجودة وقد أرسلت قبولا بالاستجابة لهذا النداء.
– حاجة ماسة لمعدات ثقيلة
وقال: نحن بحاجة إلى معدات ثقيلة من أجل الإخلاء وسيارات إطفاء للحرائق، وهناك الكثير من النواقص والمشاكل التي يعود سببها إلى العقوبات ضد الشعب السوري. ثم عاد رئيس المنظمة للتذكير بالمحاور الرئيسية لاستجابة الهلال. لافتا أن الخدمات المنقذة للحياة هي التالية الإسعاف والغذاء ويعتمد الهلال في خطته على تقديم المساعدة لجميع أفراد الشعب السوري وفئاته ونحن لدينا استعداد لإرسال عبر الخطوط قافلة مساعدات إلى إدلب وهناك أهالي سوريون في المنطقة ويهمنا مساعدتهم وليس لنا علاقة بالمجموعات المسلحة. وأبدى استعداد المنظمة لإرسال قافلة مساعدات عبر الخطوط إلى المناطق المنكوبة في إدلب بعد فتح الطريق لهذا الهدف
– 3000 متطوع
الوفيات حتى هذه اللحظة وفقا لما صرح به رئيس منظمة الهلال الأحمر هي 814 وفاة والأعداد بازدياد نظرا لصعوبة سحب الأشخاص من تحت الأنقاض. وحتى الآن يوجد أبنية متصدعة وقابلة للسقوط ويوجد خزنات مياه بالمحافظات من إسمنت كلها مهدمة. موضحا أن الهلال وضع كل إمكانياته في الخدمة فهناك حوالي 500 موظف و3000 متطوع من أجل خدمة الكارثة التي صارت لدينا في سورية وهناك 40 سيارة إسعاف نقل خلالها 324 حالة. منهم 112 حالة وفاة. فقد تواجد عاملو الهلال بعد عشر دقائق من حدوث الزلزال وكان كل منهم في موقعه.
ولفت حبوباتي إلى أن الحكومة السورية قدمت مراكز إيواء في جميع المحافظات المنكوبة وهي جاهزة لاستقبال الناس. فيما نحن متواجدين لتقديم الخدمات لهم ولكن في ظل الظروف الحالية هناك مخاوف من قبل الأسر من الدخول إلى المراكز خوفا من هزة أرضية آخري أو ترددات زلزالية وقد خصصت الحكومة 126 مركز إيواء في محافظة حلب وثلاثة في حمص، وفي اللاذقية 23 مركزا وفي طرطوس الآن ثلاثة مراكز وفي حماة خمسة مراكز وهذا العدد على الرغم من كبره فإن المنظمة جاهزة للتخديم وتقديم المساعدة.
وختم بيانه بالقول أن الكارثة كبيرة ونحن بحاجة لمساعدة كل الدول والكثير من الدول لم تقصر فقد تلقينا مساعدات من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والكويتي والعراقي وقد أرسلوا طائرة مساعدة. واليوم وصلت طائرة من الهلال الأحمر الجزائري التي هي عبارة 160 طنا من المواد الإغاثية إلى مطار حلب والقوافل لا تزال مستمرة في الوصول.
– مداخلات الإعلاميين
وفي رده على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام المختلفة بين رئيس المنظمة أنه بالنسبة لأهم الدول التي اتصلت بالهلال السوري هي معظم دول الاتحاد الأوروبي وأبدى الكثير منهم تقديم مساعدات إنسانية وهذا قائم منذ زمن بعيد. وأن كانت العلاقة تتطور شيئا فشيئا ، لكن هذا لا يكفي بحسب قوله. فهم مستعدون لتقديم المساعدة ولكن عن طريق جمعية وطنية أوروبية أو عربية. وحول التقييم الأولي للخسائر البشرية المتوقعة؟ أكد حبوباتي ازدياد الأعداد مع مرور الوقت، حيث سقطت ظهر أمس اربع بنايات في مدينة حلب نتيجة التصدعات، وربما كل ساعة قد يحصل تصدع.
وذكر رئيس المنظمة أن الدول المانحة التي ناشدناها ونناشدها الآن هي دول إنسانية تحترم حقوق الإنسان ولاشك أن هذا النداء سيلقى صدى لديهم، وربما يكون مفتاحا لكسر الحصار وتقديم المساعدات المطلوبة ..
وعن ضرورة وجود الآليات الثقيلة الخاصة برفع الأنقاض أشار إلى أنها في مقدمة الأولويات كونها تسرع وتيرة العمل والبحث وإنقاذ الضحايا. كما أنها أكثر من هامة تحسبا لأي طارئ في المستقبل القريب أو البعيد في ظل هذا الوضع الطبيعي الصعب.
تصوير عدنان الحموي