معرض دمشق الدولي… نافذة سوريا إلى العالم ورسالة أمل تتجدد

الثورة – جاك وهبه:

يعد معرض دمشق الدولي واحداً من أبرز المعارض وأقدمها في المنطقة، إذ يمثل منذ تأسيسه في منتصف القرن الماضي واجهة سوريا الاقتصادية والحضارية، ومنبراً سنوياً للتلاقي بين الشرق والغرب على أرض العاصمة دمشق.

وقد شكّل المعرض على الدوام جسراً للتبادل التجاري والثقافي، وفرصة لتعريف العالم بما تملكه سوريا من موارد وقدرات إنتاجية وصناعات وطنية متجذرة.

ومع ما مرت به البلاد خلال السنوات الأخيرة من تحديات جسام وحرب قاسية استهدفت البشر والحجر، عاد معرض دمشق الدولي ليؤكد أن الإرادة السورية أقوى من كل الظروف، وأن صوت الحياة والاقتصاد لا يمكن أن يخفت مهما اشتدت العواصف.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الاقتصادية فاخر قربي في حديث خاص لصحيفة الثورة أن السنوات الماضية كانت سنوات عجافاً عصفت بسوريا، استهدفت الحجر قبل البشر، وضربت كل منبت زراعي وكل رافد صناعي واقتصادي، مشيراً إلى أن هذه الحرب الاقتصادية كانت تهدف إلى ضرب مقومات الصمود، لكن الشعب السوري ظل متمسكاً بالأمل.

استكمالاً للجهود

وأضاف قربي: “انطلاقاً من بديهية راسخة لدى السوريين بأن من رحم الألم يولد الأمل، فإن انعقاد معرض دمشق الدولي اليوم يعد استكمالاً للجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة في إعادة الاقتصاد إلى مساره الوطني، ويمثل خطوة مهمة على طريق التعافي الاقتصادي وإعادة البناء”.

وبيّن الخبير الاقتصادي أن المعرض لا يقتصر على كونه فعالية اقتصادية، بل يتعدى ذلك ليكون حدثاً وطنياً وحضارياً وثقافياً يحمل رسالة سوريا إلى العالم، ويعكس انفتاحها على كل المبادرات الاقتصادية، بما يسهم في دعم عملية إعادة الإعمار ويفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمارات.

وأكد قربي أن هذه الدورة من المعرض ستكون استثنائية من حيث حجم المشاركات العربية والدولية، ومن حيث العائدات المالية والتجارية والتعاقدية التي ستنجم عن الاتفاقيات المزمع توقيعها، لافتاً إلى أن المعرض يشكل منصة عملية لتوسيع فرص التعاون والشراكات الاقتصادية، ورافداً مهماً لدفع عجلة الإنتاج الوطني.

كما شدد على أن معرض دمشق الدولي يشكل في جوهره انطلاقة فرح وطنية، وفضاء رحباً للتلاقي بين السوريين وضيوفهم من مختلف دول العالم، وفرصة للتعرف على أصالة دمشق وعراقتها، بكل ما تحمله من صناعات حرفية وتراثية عريقة، وقيم إنسانية راسخة تضاهي كبريات دول العالم.

إصرار على الحياة

وختم قربي حديثه بالقول: “إن انعقاد المعرض اليوم بحد ذاته رسالة صمود وإصرار على الحياة، ورسالة أمل لكل السوريين بأن المستقبل سيكون أفضل وأكثر إشراقاً، وأن سوريا قادرة على استعادة دورها ومكانتها بفضل إرادة أبنائها ووقوفهم صفاً واحداً خلف دولتهم”.

وبحسب التقديرات الأولية، فإن المعرض يمكن أن يسهم في تحقيق عوائد مالية معتبرة عبر التعاقدات والاتفاقيات، إلى جانب دوره غير المباشر في تعزيز ثقة الشركاء الخارجيين بقدرة الاقتصاد السوري على النهوض من جديد.

وتجمع الآراء على أن الدورة الحالية لمعرض دمشق الدولي لن تكون مجرد تظاهرة احتفالية، بل محطة اقتصادية بالغة الأهمية يمكن أن تترك أثراً مباشراً على حركة الاقتصاد الوطني، فمن المتوقع أن تشهد أرض المعرض توقيع عقود واتفاقيات تسهم في تنشيط التبادل التجاري مع الدول المشاركة، وهو ما سينعكس بدوره على تعزيز الصادرات وتنويع الواردات وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات السورية، كما يشكل المعرض بيئة محفزة لجذب الاستثمارات، إذ يتيح فرصة لطرح مشاريع جديدة في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والخدمات، بما يعزز مناخ الأعمال ويدفع باتجاه شراكات اقتصادية طويلة الأمد.

ولا يتوقف الأثر عند هذا الحد، إذ إن النتائج المنتظرة تحمل بعداً اجتماعياً أيضاً، حيث يفتح تفعيل الاتفاقيات والتوسع في المشاريع الاستثمارية الباب أمام توفير فرص عمل جديدة، سواء بشكل مباشر من خلال إقامة المشاريع، أو بشكل غير مباشر عبر حركة القطاعات المساندة.

وبذلك، فإن عوائد المعرض لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تمتد لتعيد الثقة بالاقتصاد السوري وتؤكد قدرته على النهوض، ليكون المعرض بذلك رسالة اقتصادية عملية تتكامل مع رسالته الحضارية والثقافية.

آخر الأخبار
قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بمناطق في ريفي دمشق والقنيطرة ازدحام كبير في استلام تعويضات المهجرين العائدين إلى درعا تحسين الشبكة الكهربائية في جرمانا الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية درعا تطلق الحملة المجتمعية التطوعية الكبرى  "أبشري حوران " "يداً بيد" تبني مجتمع جبلة بالتكافل والعمل الجماعي الأمم المتحدة: غزة بلغت أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي سوريا.. بين موازنة علاقاتها الدولية وتجنب الارتهان لأي طرف خارجي الشيباني في جدة: سوريا متمسكة بوحدتها وتدعو لتحرك إسلامي ضد الانتهاكات الإسرائيلية "الشرع" يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. رسالة لكسر عزلة سوريا وإعادة تموضعه... ملتقى الاستثمار السعودي السوري الأول: تحديد ملامح الشراكة في 12 قطاعاً اقتصادياً مبادرة فردية في إدلب تعيد قطعاً أثرية لمتحف المحافظة لحماية التراث الوطني معرض دمشق الدولي..أداة إستراتيجية لإعادة بناء جسور الثقة مع المستثمرين المخترعون السوريون.. عقول لامعة حبيسة الأدراج التمويل الغائب يحول دون تحويل اختراعاتهم إلى إنجازات معرض دمشق الدولي... نافذة سوريا إلى العالم ورسالة أمل تتجدد استنفار خدمي وتنظيمي محافظة دمشق في قلب الحدث: جهود متواصلة لإنجاح معرض دمشق الدولي المسح السمعي لحديثي الولادة إجراء آمن وبسيط يضمن التطور الطبيعي للطفل "مالية حلب" تسعى لتفعيل الاتصال الرقمي الآمن في مديريات المال بالمحافظة