وقع الجميع تحت الصدمة نتيجة الكارثة التي أحدثها زلزال فجر الإثنين الماضي، قد تتفاوت تأثيرات تلك الصدمة لكن بشكل بسيط حسب كل منطقة، حيث سيطرة حالة من الهلع والخوف في المناطق التي أحدث فيها الزلزال أضرار كبيرة، كحلب واللاذقية وحماة وإدلب، كما ساد هذا الشعور المواطن في باقي محافظات القطر بشكل أو آخر لكنه اتسم بالقلق على أبناء الوطن من المحافظات المنكوبة.
في البداية كان الهاجس هو إنقاذ حياة المواطنين العالقين تحت أنقاض المباني التي انهارت، ورفع الأنقاض لإنقاذهم، وأيضاً العمل على إخلاء الأبنية المتصدعة والتي تشكل خطراً على حياة وسلامة المواطنين.
وبعدها تتجه الأعمال إلى إزالة الأنقاض وهدم الأبنية التي يتضح للجان الهندسية والفنية التي تم تشكيلها أنها غير قابلة للتدعم والسكن مجدداً.
هنا يؤكد عدد كبير من المواطنين في المناطق المنكوبة على ضرورة تحديد سبب انهيار المباني،
والتأكد من أن البناء الذي انهار كان مطابقاً للمواصفات الفنية المطلوبة من حيث التسليح والبيتون وأن التربة التي تمت اشادته عليها مناسبة للبناء بعدد الطوابق التي كانت مشادةأم لا!.
لاسيما وأن أبنية بعينها انهارت دون سواها من أبنية مجاورة لها، رغم أنها مبانٍ حديثة التشيد في معظمها!، وهذا ينسحب على الأبنية المتصدعة والتي سيجرى هدمها.
اليوم وبعد إنجاز المهمة الأصعب من الجانب الإنساني المتعلق بعمليات الإنقاذ، يجب إنجاز التقارير الفنية لكل بناء قبل إزالة آثاره، وضياع الحقيقة في حال كان هناك إهمال أو مخالفة لشروط البناء من أبنية مرخصة أصولاً أو مخالفة دون رخص بناء.
وهنا نعتقد أن ذلك ممكناً أمام العدد الكبير من المهندسين في محافظة اللاذقية وغيرها من المحافظات المنكوبة.
ضرورة معرفة سبب إنهيار مبنى من دون غيره في نفس المكان مطلوبة تفادياً لعدم تكرار ما حصل مستقبلاً، لأن شدة الزلزال التي أدت إلى إنهيار مبنى دون آخر تشي بما يجب التوقف أمامه.