أيتها الأنقاض..

كم من الأحلام والآمال دُفِنت تحت أنقاض هذا الزلزال ..؟ وكم من المشاريع انتهت .. ومن الطموحات والتطلعات انقرضت ..؟ كم ذهبت أفكار أدراج الركام ..؟ وخطط ووعود ومواعيد تبدّدت .. الكثير من الفقراء انغلقت ملفاتهم البائسة وطوتها الأرض تاركين هذا العالم بما فيه لمن فيه، وصاروا في عالمٍ آخر عسى أن تطمئن فيه أرواحهم.. والعديد من الأغنياء أيضاً رحلوا برمشة عين.

يا لها من عبرة شديدة الهول فظيعة الرعب والهلع سترويها الأجيال لعشرات .. وربما لمئات السنين .. فهل نعتبر ..؟ وهل ستعتبر الأجيال اللاحقة ..؟

على الأرجح فإننا نحن الذين شهدنا هذه المأساة سنعتبر ولو لبعض الوقت على الأقل، إذ تمكّن هذا الزلزال من إيقاظ الكثير من الضمائر النائمة، والكثير من المشاعر الإنسانية الدافئة.

فما نشهده في هذه الأيام من تكاتف وتعاضد لأبناء شعبنا السوري في كل مكان، عبر هذه الهبّة الرائعة في التسابق للمشاركة في تقديم كل ما يمكن تقديمه للمنكوبين والمتضررين من الزلزال، يؤكد أن الجواهر الكامنة في الأعماق لم تتغيّر، ولا تزالُ محافظةً على كنهها وقيمتها العالية، والصدأ الذي كاد أن يُخفي الكثير منها ليس أكثر من قشورٍ زائفة حتى وإن كانت تستحكم بقوة، ولكن ما حسبنا أنها متماسكة عند البعض حتى يحتاجوا إلى كارثةٍ بقوة زلزال لتتفكك عن الجوهر الثمين المختبئ تحت بشاعتها وجشعها القذر الذي لا يشبه تلك الجواهر بشيء.

إذن ها قد اعتبرنا .. وكم نرجو أن نستمر بتذكّر هذه العبرة ما دمنا على قيد الحياة، علّنا ننقلها لأجيالٍ قادمة ستحلّ محلنا بعد أن نزول، فنحن زائلون تبعاً لطبيعة الحياة، وإن نجونا اليوم من الزلزال فهذا لا يعني أننا نفدنا، فلكل واحدٍ منّا زلزالٌ مُفصّلٌ على مقاسه لا يدري متى يُباغته، وسيكون كفيلاً بإزالته.

بعد هذه الحقيقة .. وهذا الاعتبار الجميل الذي لمسناه من كل قطاعات المجتمع وطبقاته الحكومية والأهلية وكنا كلنا على قلب رجلٍ واحد .. هل سنلحظ سياسة مجتمعية جديدة تمشي على إيقاع الكارثة الرهيبة واستحضارها عند كل محاولات الشيطنة لتكون رادعاً أخلاقياً نبيلاً يقودنا نحو إعادة إعمار أنفسنا التي يبدو الكثير منها مُتهتّكاً وآيلاً للسقوط ..؟

هل سنتخلّى – مثلاً – عن الطمع والجشع ونكفُّ عن رفع الأسعار هكذا مزاجياً لتحقيق الأرباح المفرطة بعيداً عن حقيقة التكاليف ..؟

هل ستبقى الثقة معدومة بين التاجر والمستهلك ..؟ وهل سيحرص التاجر على دفع المستهلكين لمزيد من اليقين بأنه يقدّم لهم خدماتٍ جليلة عبر تأمين احتياجاتهم ( بنور الله ) ولا يميل إلى استغلالهم ..؟

وهل سيقتنع التاجر أو الصناعي أو الحرفي .. أو حتى المواطن الذي امتهن الغش وأدمنَ عليه أنّ أمواله التي يجنيها إزاء ذلك لن يستطيع اصطحابها معه عندما يضرب زلزاله الذي على مقاسه ..؟

هل سيقتنع الموظف الذي يعرقل معاملات الناس لجني بعض الفتات من الرشاوى أن زلزاله القادم سيلتفُّ على عنقه دون استشارته ..؟ وإن حاول أن يرشيهِ فلن يُفلح ..؟

وهل سيقنع الفاسدون بتغير مساراتهم؟…

سندع الوعود الإلهية جانباً – على الرغم من أهميتها وصوابيتها – فقد لا تروق للبعض، ولكننا نسأل: ماذا أنتم فاعلون عندما تحضر الزلازل ..؟ أيتها الأنقاض احكي لهم ماذا سيفعلون ..؟!

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب