عندما تكثر الجراح

رغم أنها أيام بائسة تضاف إلى لائحة الأيام التي عاشها السوريون منذ ثلاثة عشر عاماً وحتى الآن .. إلا أنها حملت نقطة ضوء وسط ظلام طويل اعتقد فيها العالم أننا تفرقنا بفعل المؤامرات وهجرنا كل ما هو جميل من عادتنا وجلسنا على تلال الجراح نتلمس المستقبل بعيداً عن الواقع المظلم. ولكن الذي حدث نتيجة هذا الزلزال المدمر والمؤلم أننا تلمسنا محبة بعضنا وعدنا إلى أصلنا الطيب في كل شيء. بل تبين أننا نحن السوريين لم نغفل تآلفنا لبعضنا بعضاً، وما كان موجوداً قبل تاريخ 6/2 أننا كنا منشغلين في ظروف الحياة الصعبة.

المشاهد المؤلمة التي بتنا نراها كل لحظة بعد وقوع الكارثة الزلزالية يرافقها مشاهدة مشرقة للشعب السوري وهو يحن على عوده. فالمسألة ليست مرحلة آنية، أو انتقالية بل هي صفة يتحلى بها هذا الشعب العريق، هي جزء من تركيبته التربوية والأخلاقية.

كلنا عانينا من الحرب الظالمة على بلادنا وظروفها القاسية، وكلنا عانينا من الحصار الاقتصادي الجائر، وكلنا خفنا من موجات الهجرة وتأثيرها على المستقبل، وغيرها من التبعات الاقتصادية وكيف وصل الخراب إلى النفوس والبناء الاجتماعي وسُلم القيم، إلا أن تجمع السوريين حول بعضهم بعضاً والمسارعة للقيام بالواجب الإنساني وعمل الخير بدد تلك المخاوف.

فهذا التطوع العفوي والسريع مع كل أزمة يواجهها البلد. هذا الاندفاع والاستجابة لنداء الواجب بين كل الشرائح ومن مختلف الفئات، ما هو إلا دليل قاطع أنهم أبناء الحياة وأبناء ثقافة تمتد إلى فجر التاريخ. فقد كان و ما زال الإنسان السوري نقطة ضوء خيرة وسط هذا الظلام.

السوريون هم من لبوا نداء الاستغاثة لبعضهم بعضاً، وهم من وقفوا على أبواب الجمعيات من أجل التبرع بما لديهم من أموال أو حاجيات حتى لو كانوا لا يملكون غيرها. وهم من حفروا بأيديهم بين الركام وسط البرد القارص وتحت المطر لإنقاذ جيرانهم وأهلهم. وهم من تبرعوا بالدم لإخوانهم المصابين هم رمز التآخي والمحبة.

ما شاهدناه من لحظة وقوع الزلزال حتى هذه اللحظة ما هو إلا رمز للتآخي والمحبة، فقد قدم أبناء هذه البلد صورة للعمل الإنساني التطوعي صورة للوعي اللاشعوري لعمل الخير بما يشكله من قيم وأخلاق. فسورية رغم كل المحن لا تزال بيتاً آمناً لكل من تهدم داره، وما زال السوريون يفتحون بيوتهم حتى لو كانت صغيرة وقديمة لكل محتاج، فهم من قدم دروساً للعالم، كيف تكون نظافة القلوب والأخلاق العالية والتهذيب رغم طعم المرارة الذي كابد قلوبهم طوال هذه السنين.

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة