رسائل مبدعين عرب: لن يستطيع قيصر .. هَدم مابنتهُ الحياة بيننا

الثورة – هفاف ميهوب:
كلّ الكلمات تنزف أمام الكوارث والمآسي الكبيرة التي تدمّر الوجود والإنسانية.. تنزفّ وتتحوّل إلى صرخاتٍ موجوعة، تمزّق الحناجر بآهاتٍ يبقى صداها يدوّي في فضاءات الحياة والضمائر البشرية.
هذا ما يحصل للكلمات التي نسمعها اليوم، وتنزف ألمَ الكارثة التي حلّت بسوريتنا.. كلماتِ المبدعين العرب، ممن تعالت أصواتهم، مطالبة جامعة الدول العربية، وأمراء ورؤساء هذه الدول، بتقديم موقفٍ أخلاقي يدفعهم للمطالبة برفع الحصار، لإغاثة المنكوبين في سورية.
تتوالى هذه الأصوات، وليس فقط عبر البيانات التي وقّعوا عليها، بل وعبر مقالاتهم وقصائدهم ومنشوراتهم التي يقولوا فيها:

الروائي الجزائري إسماعيل يبرير:
كلّ الدعم والدعاء.. لسورية وأهلها
لستُ كاتباً كبيراً، ولستُ نجماً، وأملك جواز سفرٍ واحد أحترمه وأفتخر بحمله، لكنّي أتمنى لو أنّ صوتي يصل كلّ العالم، في بعض المواقف.. أتمنّى لو أنّ مواساتي تصل إلى كلّ قلبٍ مجروح في العالم.
حين أطالع صفحات بعض المشاهير والكتّاب الكبار، وأرى أنّهم منهمكون في عرضِ ظروفِ حياتهم الجميلة، في لحظة دمارٍ قاسية، وهم عاجزون عن التضامن ولو بمنشورٍ عابر مع هذه الكارثة، وحين أجد أسماء التفاهة تعبرُ على أوجاع الناس وتسخر منها، أو تحاول أن تنكأ جراح الشعوب لضمان مكانتها في معسكر الشرّ، وحين أقرأ تأويلاتِ الشواذ للمواقف والنخوة، وتلبيس الإنسانية لبوساً غير لبوسها.. حين أرى واجد وأقرأ كلّ ذلك، أتأكّد أنّ القيم والشرف مسألة جينية، وأن التعايش والتحضّر ضرورة ومسألة براغماتية.
كلّ الدعم والدعاء لسورية وتركيا وأهلهما..
كل التضامن مع سورية في زمن التضامن الانتقائي والوقائي».
الكاتب العراقي كامل عبد الرحيم:
ستنتصر الشام على جراحها
يقولون: إن السّماء غطاء والأرض فراش.. لم يكن غطاؤنا دافئاً ولا رحيماً، ولم يكن وثيراً ولا مريحاً، كان بساطاً من خناجرٍ وأفاعٍ.
كم أحبّ الإنسان هذه الأرض وهذا الفراش، حتى زيّنه بالزرع والزهر والبناء الجميل، فلماذا تبادلنا الأرض بهذه القسوة وهذا العنف؟!..
في سورية.. في إحدى المدن المنكوبة بالزلزال، أنصت المسعفون إلى صوت أغنيةٍ، تتعالى من بين ركامِ بنايةٍ هدمها الزلزال.. تعقبوا صوت المغنّي، فإذا بها طفلة خسرت أهلها، وظلّت عالقة بين الحطام، ولم تجد غير الغناء لعتابِ الأرض والسماء.. نجحوا بإنقاذها وكان اسمها «شام»..
ستنتصر الشام على جراحها، وسيخرج الإنسان السوري سليماً من هولِ الكارثة، لكنه لن يكره الأرض أبداً..
الشاعر والأديب اللبناني سامي سماحة:
نحن بخير رغم هولِ الكارثة
هل كان من الضروري أن يحصل هذا الزلزال حتى تهتز ضمائرنا؟!..
هل كان من الضروري أن تحرّك عاصفة الدمار، أغصان أشجارنا الوارفة، حتى تتحرّك جذور الحياة المطمورة تحت التراب؟.
هل كان من الضروي أن نشهد الموت الآتي من الطبيعة، لنتذكّر أنه لم يكن من الضروري أن يقتل بعضنا البعض؟..
هل كان من الضروي أن نموت بزلزالٍ، لنعرف أن وقت الشدّة، يحتاج منّا أن نسند بعضنا بزنودنا؟..
بقدر ما كانت المأساة كبيرة وحزينة، بقدر ما كان موقف الشعب السوري، وبكلّ طوائفه وانتماءاته، بل والشعب العربي أيضاً، مفرحة بإنسانيّتها العظيمة.
قالتها بغداد لدمشق: أنا وأنت ضفّتي القلب، نحيا معاً ولن نموت أبداً، مهما قست علينا الأيام والأنظمة ودول الاستكبار.
ليعلم قيصر، ومن كان خلف قيصر ومع قيصر، أنه حين يتعلق الأمر بسورية ودمشقها، ستسقط كلّ القرارات الدولية والأممية، وقرارات الولايات المتحدة الأميركية.
قالتها بيروت لدمشق: جراحك جراحنا، ووجعك وجعنا، ولن يستطيع قيصر أن يهدم ما بنته الحياة بيننا.
مضت العراق والجزائر وتونس ولبنان وغيرهم من الأشقاء إلى سورية، ومن تأخّر عن الركب، فاته أن ينال شرف الوثبة نحو الضفّة الثانية من القلب، بل وسجّل التاريخ على أنها خيانة موقفه، على أنه خيانة للقيم والكرامة والإنسانية، وخضوع لإرادة مستبدٍّ سلب منا حيويتنا، وها هو اليوم يحاول أن يسلب منا الروح.
مضت أيضاً فلسطين، عين الأمة التي تقاتل مخرز العدو ، وتدافع عن مدى البصر وحُسن الرؤية. فلسطين التي خفق قلبها وجعاً لوجعِ سورية، فكانت كطيور الحمام التي تحمل جوانحها قصة الألم الواحد، وطريق الخلاص الواحد لأمة واحدة.
مضت عمان، والبتراء وجرش ومعهم دفء البحر الميت، وخيرات غور الأردن، وحنين الضفة الغربية إلى الضفّة السورية، يحملون إليها رسالة الحب والمصير الواحد، رغم أنف قيصر وقواعد الجيش الأميركي، وغيرهم من المتخاذلين والخونة.
نحن بخير رغم هول الكارثة..
الأديبة والشاعرة اللبنانية سامية خليفة:
أنا لست هناك، لكنّهم هنا معي
أصواتٌ تخترق كياني، يسكن ذاتي الركام، هل رأيتم شعباً يقوّس متنهُ القهر، في 12سنة عجافاً، ولا يوسف يخلّصهم من طغيانِ فراعنةِ القرنِ الحادي والعشرين؟!..
أنا لست هناك، لكن هم هنا معي، أسمع خرخرةَ حشرجاتِهم، تعصفُ استغاثاتٍ تحت الأنقاض..
أتعثّرُ ببركِ دموعي التي لا تجدي نفعاً.. أجرُّ خطواتي وأنا بكاملِ رهبةِ الانهيار.. أسقطُ من ذاتي في مجامرِ أتونِ الحسرات، مضمّخةٌ شاشتي الزّرقاءُ بصفرةِ الموتِ.. الأيادي تستنجدُ الحطامَ كي تلينَ أحجارُهُ، والحناجرُ تكسرُ مرايا طغاة العالم كي يستفيقوا..
تستفزّني رائحةُ اللّامبالاةِ النّتنةِ القميئةِ، لو ولّيْتُم وجوهَكم شطرَ دماءِ الأطفال وعويل الثكالى.. الآن القلوبُ توشك أن تتوقف فيها الأنباض..
الأنفاسُ تكادُ أن تذوي كما ذبالة قنديلٍ عتيقٍ، إلّا أنّ نورهُ سيبقى وهّاجاًً إلى الأبد، ليكونَ ناراً تلسع الضّمائرَ.

آخر الأخبار
جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك وزير الصحة ومحافظ إدلب يُجريان جولة ميدانية لتفقد المنشآت الصحية المتضررة بريف إدلب لمى طيارة: غياب الفيلم السوري عن مسابقة الأطفال في "الاسكندرية" قهر الاغتراب.. في وجوه الرواية وتمرّد الحياة الفاضلة مينه: نصرة الفقراء والبؤساء والمعذّبين في الأر... هجوم إسرائيلي يُطيح بقيادة الظل .. مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه