الثورة – معد عيسى:
لا تزال الحكومة تتجاهل موضوع تسعير المشتقات النفطية وفقاً لمنطق السوق، رغم الفارق الكبير بين الأسعار العالمية والأسعار المحلية، وكذلك السعر في دول الجوار ، رغم أن ذلك يلقي بثقله على كافة القطاعات، ولو أن الأمر تمت معالجته وفقاً لمنطق السوق الحر الذي تبنته الدولة لكان الوضع المعيشي والاقتصادي للبلد أفضل بكثير .

يتجاوز الأسعار العالمية
سعر لتر البنزين اوكتان 95 وفقاً لسعر برميل النفط 74 دولاراً لا يتجاوز 75 سنتاً أي 7500 ليرة سورية وللمازوت 77 سنتاً أي 7700 ليرة للتر، ولكن سعر لتر البنزين في سورية للأوكتان 95 يصل إلى 1.3 دولار أي 13000 ليرة سورية، يعني بزيادة عن السعر العالمي 5500 ليرة سورية، وبالنسبة للأوكتان 90 بزيادة 3500 ليرة مع فارق الأوكتان .
معادلة حساب سعر المشتقات النفطية في سوريا تتم وفق التالي :سعر برميل النفط اليوم 74 دولاراً وفق نشرة “بلاتس فوب” إيطاليا مضافاً إليها العلاوة 75 دولاراً لكل طن ( الطن 8.8) برميل زائد 10 بالمئة جمارك زائد 10 بالمئة أجور مناولة محروقات زائد 5 بالمئة هامش تذبذب يعني وفق هذه المعادلة لا يتجاوز سعر اللتر 75 سنتاً للبنزين و77 سنتاً للمازوت بينما السعر يتجاوز ذلك بكثير .

بنزين دول الجوار
بالمقارنة مع سعر دول الجوار يبدو الفرق كبيراً ولاسيما لدول مثل لبنان والأردن باعتبارها غير نفطية ، فمثلاً في لبنان سعر البنزين أوكتان 95 يساوي 0.83 دولار لليتر الواحد أي 8300 ليرة سورية، فيما البنزين أوكتان 95 في سورية 13000 ليرة يعني بزيادة 4700 ليرة في كل لتر وهذا هو سر بسطات البنزين المنتشرة على جوانب الطرق .
أما في العراق فسعر البنزين أوكتان 95 يساوي 0.65 دولار لليترو في مصر سعر البنزين أوكتان 95 يساوي 0.40 دولار لليتر والأوكتان 92 يساوي 0.35 دولار لليتر.
وفي الأردن سعر البنزين أوكتان 95 يساوي 1.07 دولار لليتر والأوكتان 90 يساوي 0.85 دولار لليتر، يعني ذلك أن لتر الأوكتان 90 في سورية يزيد عن الأردن 2500 ليرة .
بينما السعر العالمي للبنزين وفق نشرات بلاتس المختصة والعقود الآجلة (RBOB) لا يتعدى 0.6 دولار لليتر الواحد (حوالي 800 دولار للطن في أحسن أحواله ) وذلك للبنزين أوكتان 95.
غياب الشفافية
بناء على ما سبق فإن آلية التسعير القائمة في سورية تعتبر غير منصفة وغير شفافة ومكوناتها غير واضحة ، فهل يُعقل أن يبقى سعر البنزين ثابتاً على سعر الدولار 1.1 للأوكتان 90 و 1.3 للأوكتان 95، رغم كل المتغيرات المحلية وتغير أسعار النفط ؟.. وهل يُعقل أن تصدر وزارة الطاقة نشرة الأسعار وفقاً لتغير سعر صرف الدولار أمام الليرة فقط وتتجاهل كل المعطيات الأساسية الأخرى؟.
سعر المشتقات النفطية في كل دول العالم واحد ولكن تختلف الإضافات من رسوم وضرائب حيث تعادل ضريبة استهلاك الوقود في بعض الدول سعر كلفة استيراد اللتر .
بالنتيجة فإن أسعار المشتقات النفطية مرتفعة جداً في سورية وهذا يزيد من معاناة السوريين بكافة القطاعات ( النقل ، الزراعة ، الصناعة والسياحة )، ولذلك يجب أن يكون هناك مراجعة شفافة وواضحة لآلية تسعير المشتقات النفطية، وأن يتم اعتماد آلية جديدة تنطلق من سعر البنزين المستورد وتحديد الاضافات التي ستُحمل عليه، وعندما تُحتسب الأسعار وفقاً لسعر التكلفة مع هامش ربح معقول سيتغير الواقع المعيشي للمواطن السوري الذي يدفع ثمناً عالياً و يتقاضى أدنى دخل .