الثورة:
أبرزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين تصاعد التوتر الإقليمي، مع عناوين نارية ومواقف متشددة تعكس حدة الموقف الإيراني الرسمي والإعلامي تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، في أعقاب التصعيد العسكري الأخير في المنطقة.
وجاءت العناوين الرئيسة للصحف المحافظة والأصولية محملة برسائل قوية، حيث عنونت صحيفة “كيهان” القريبة من التيار الأصولي صفحتها الأولى بـ”إيران تحرث إسرائيل”، في إشارة إلى حجم الدمار الذي تقول إنه لحق بالأراضي الإسرائيلية نتيجة الرد الإيراني.
أما صحيفة “رسالت” المقربة من الحرس الثوري، فقد وصفت التصعيد بأنه “المعركة بين الكفر والإيمان”، معززة الخطاب التعبوي الذي يربط التحرك العسكري بمفاهيم عقائدية.
صحيفة “خرسان” التقليدية اختارت عنوان “إسرائيل تحترق”، فيما جاءت صحيفة “صبح نو” بعنوان “غادروا الأراضي المحتلة”، داعية الإسرائيليين بشكل مباشر إلى مغادرة فلسطين قبل تلقي المزيد من الضربات، بينما أكدت صحيفة “وطن أمروز” المحافظة أن “إيران تحرث الأرض”، مشيرة إلى دمار واسع وعميق أحدثته الهجمات الإيرانية.
وفي موقف رسمي أكثر توازناً، ركّزت صحيفة “إيران” الحكومية على وحدة الصف الداخلي، بعنوان “التضامن الوطني”، ناقلة تصريحات للرئيس الإيراني بزكشيان وعدد من المسؤولين، شددوا فيها على أهمية الوحدة الوطنية في ظل المرحلة الحساسة.
أما صحيفة “آكاهي نو”، القريبة من التيار المحافظ، فقد عنونت “دمار العدو الصهيوني”، في تغطية تناولت ما وصفته بتدمير شامل موجّه لردع إسرائيل ومنعها من تكرار العدوان، في حين اختارت صحيفة “صبح إيرانيان” المتشددة عنواناً لافتاً: “أبواب جهنم مفتوحة على الكيان الصهيوني”، معتبرة أن التصعيد الحالي يمثّل لحظة فاصلة وعقاباً إلهياً واستراتيجياً للعدو.
في المقابل، طرحت صحف التيار الإصلاحي والمعتدل تساؤلات نقدية حيال الأداء الداخلي، حيث عنونت صحيفة “شرق” الإصلاحية “عدة حلول لحالة الطوارئ”، في إشارة إلى شكوكها حول جهوزية البنية التحتية لمواجهة التصعيد، فيما دعت صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية المعتدلة إلى “إيقاف المعتدي”، بصيغة أكثر اعتدالاً مقارنة بسواها.
أما صحيفة “فرهيختكان” المحافظة المعتدلة، فقد قدمت تغطية توثيقية بعنوان “البرنامج الليلي في تل أبيب”، عرضت خلالها مشاهد الانهيار والذعر في المدن الإسرائيلية نتيجة الهجمات الليلية.
من جانبها، حمّلت صحيفة “جام جم” الحكومية الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري، بعنوان مباشر: “الولايات المتحدة هي المتهم الأول”.
وتعكس هذه العناوين التحول الإعلامي في إيران نحو خطاب تعبوي وتحريضي في غالبه، وسط تشدد محافظ واسع، يقابله طرح إصلاحي حذر يتساءل عن الجهوزية الداخلية، فيما تتعمق الرسائل السياسية باتجاه تحميل واشنطن مسؤولية التصعيد وتبرير الرد الإيراني بوصفه رداً مشروعاً.