الثورة- ترجمة ختام احمد:
تعرضت مناطق متعددة في سوريا، أمس الأحد لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران في المجال الجوي للبلاد، وأفادت السلطات السورية ومصادر محلية بوقوع عدة حوادث شملت طائرات مسيرة وشظايا صواريخ في المحافظات الغربية والجنوبية، وكذلك في الشمال الشرقي حيث وردت أنباء عن اعتراض القوات الأميركية صاروخاً إيرانياً.
وأفاد مسؤولون محليون بأن امرأة سورية أصيبت بحروق بالغة في محافظة طرطوس بعد سقوط طائرة مسيرة يشتبه أنها إيرانية على منزلها، وقد صرحت محافظة طرطوس في بيان لها أن طائرة مسيرة مجهولة المصدر انفجرت حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً في قرية الطليعة بريف صافيتا، ما أدى إلى اندلاع حريق دمر المنزل بالكامل، وأصاب امرأة كانت بداخله بجروح بالغة.
وفي جنوب البلاد، وثقت وسائل إعلام محلية ومصادر من المجتمع المدني سقوط ست طائرات مسيرة منذ صباح الأحد في محافظتي درعا والقنيطرة، وأفاد تجمع أحرار حوران، وهو مجموعة رصد محلية، بأن طائرة مسيرة سقطت في محيط بلدة نافعة التابعة لناحية الشجرة غربي درعا، فيما سقطت طائرتان أخريان فوق بلدة صيدا في ريف المحافظة نفسها.
كما أُفيد عن سقوط ثلاث طائرات مسيرة إضافية في ريف القنيطرة، ولم تُسجل أي إصابات في الحوادث الجنوبية، إلا أن السكان وصفوا حالة من الذعر وأضراراً في الممتلكات في عدة مناطق.
وفي شمال شرقي سوريا، أفادت تقارير بأن القوات الأميركية المتمركزة في محافظة الحسكة اعترضت صاروخاً قادماً من إيران، وذكرت تقارير محلية أن الصاروخ أسقط فوق قرية شلالا بالقرب من بلدة الهول، وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات “قسد” التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جانبية نتيجة عملية الاعتراض.
ووسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين، أصدر وزير الطوارئ السوري رائد الصالح تحذيراً عاماً حث فيه الناس على عدم الاقتراب من أي أجسام غريبة أو حطام مشتبه به، وناشد المواطنين بعدم التجمع أو الصعود إلى أسطح المنازل لمراقبة التطورات، مشدداً على خطورة مخلفات الحرب غير المنفجرة.
ووجّه الصالح المواطنين بتجنب لمس أو تحريك أي أجسام غريبة، والإبلاغ عن أي حطام مشبوه للفرق المختصة، وتأتي هذه الحوادث في الوقت الذي انتقل فيه الصراع بين إسرائيل وإيران إلى مرحلة أكثر مباشرة واستدامة، حيث يتبادل الجانبان الضربات عبر المجال الجوي الإقليمي.
لقد أصبحت الأراضي والمجال الجوي السوري، الذي كان لفترة طويلة ساحة معركة للعديد من القوى الأجنبية، مرة أخرى موقعاً للتداعيات المباشرة، وقد تزايدت أنشطة الطائرات بدون طيار والصواريخ في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والأضرار المادية في بلد تمزقه بالفعل أكثر من عقد من الحرب.
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها رسميا عن سقوط الطائرات بدون طيار في المناطق الداخلية السورية، فإن حجم الحركة الجوية والعمليات العسكرية الجارية تشير إلى تداعيات المواجهة الأوسع، ويحذر المراقبون من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى زيادة وتيرة مثل هذه الحوادث، مما يثير المزيد من المخاوف بشأن سلامة المدنيين في المناطق البعيدة عن خطوط المواجهة.
المصدر _ The NewArab