الثورة – هراير جوانيان:
لم يعد مشهد ليونيل ميسي وهو يصعد على أعلى منصات التتويج، ليحصل على الجوائز حدثاً مفاجئاً، ذلك أن الأمر يتكرر من موسم إلى آخر، حيث يرفض الأرجنتيني أن يتخلى عن هواية جمع أفضل الألقاب الفردية، مثل هواية تحطيم الأرقام القياسية، فبعد ساعات قليلة من تسجيل الهدف رقم 700 في مسيرته مع الأندية، تُوج البولغا بجائزة (الأفضل) لعام 2022، التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وأضاف نجم باريس سان جيرمان الفرنسي إلى رصيده الحافل بأفضل الألقاب العالمية تتويجاً جديداً، بعد أن حاز لقب أفضل لاعب في العالم حسب الفيفا، وهو تتويج ليس غريباً عن ميسي، ولكن هذه المرة وجد منافسة قوية من قبل زميله في باريس سان جيرمان كيليان مبابي ولاعب ريال مدريد كريم بنزيمة.
وكان ميسي قد تُوج أيضاً بجائزة الكرة الذهبية، التي تمنحها مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية، سبع مرات في مسيرته، وهو رقم قياسي قد يكون من شبه المستحيل معادلته خلال السنوات القادمة، بعد أن جعل المهمة تكون صعبة للغاية على كل منافسيه.
المونديال كلمة السر
يعود الفضل في تتويج ليونيل ميسي إلى تألقه في نهائيات كأس العالم قطر 2022، عندما قاد منتخب بلاده إلى التتويج باللقب فنال جائزة أفضل لاعب، وهو أول لاعب يتوج مرتين بجائزة الأفضل في المونديال، بعد اختياره في مونديال البرازيل عام 2014، كما حلّ ثانياً في ترتيب الهدافين بعد أن أبدع في كل المباريات وكان له الفضل الكبير في حصد اللقب.
ومنذ أن رفع كأس العالم في الدوحة، كان مؤكداً أن مصير الجائزة قد حسم بشكل نهائي، وأن مبابي هدّاف مونديال قطر أو كريم بنزيمة الفائز بالكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول غير قادرين على منافسة ميسي، بما أن كأس العالم حاسمة في تحديد اسم المتوج، ذلك أن ميسي كان خارج المرشحين لجائزة الكرة الذهبية التي فاز بها بنزيمة قبل شهر تقريباً من انطلاق المونديال.
ألقاب مميزة في نهاية المسيرة
يُثبت ميسي من موسم إلى آخر أنّه غير مستعد للتخلي عن عرشه، فبعد موسم أول صعب مع نادي باريس سان جيرمان، عاد ليقلب الطاولة على منتقديه مثبتاً أنّه الأفضل، بل إن أفضل الألقاب في مسيرته حصدها بعد أن تجاوز سن 30 عاماً، محطماً عدداً من الأرقام القياسية، مثل عدد المباريات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم الذي أصبح مسجلاً باسمه بـ26 مباراة.
وتوج ميسي لأول مرة بلقب مع منتخب الأرجنتين الأول، بتتويجه في كوبا أميركا في صيف 2021 على حساب منتخب البرازيل، غريمه التاريخي، وبعد عام واحد، نجح ميسي في الحصول على كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ منتخب التانغو، وقبل ذلك، توج بالكرة الذهبية السابعة في رصيده، واختتم سجل التتويجات بجائزة (الأفضل).
الصحف الفرنسية والأرجنتينية تحتفي
هذا واحتفلت الصحف الأرجنتينية بتتويج قائد منتخب راقصي التانغو بالجائزة.
ونشرت قناة (تي واي سي سبورت) الأرجنتينية، عبر الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، تغريدة تحتفل بإنجاز البولغا، إذ كتبت: ما عرفناه منذ فترة: ليونيل ميسي، الأفضل على الإطلاق.
من جانبها، غرّدت صحيفة (أوليه) الأرجنتينية: الملك! تم اختيار ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية في مسيرته، بعد تتويجه بالجائزة عام 2019، بالإضافة إلى ذلك فوزه بالكرة الذهبية 7 مرات، وبإمكانه تحقيق المزيد.
أما شبكة (ESPN) الأرجنتينية، فقد هلّلت لإنجاز ميسي التاريخي، وعلّقت على هذا الإنجاز بتغريدة جاء فيها: الجائزة الثانية لأفضل لاعب في التاريخ: ليونيل أندريس ميسي.
وفي الجهة المقابلة، تناولت الصحف الفرنسية تتويج ميسي بجائزة (الأفضل)، وكتب موقع راديو (RMC) سبورت الفرنسي: نال ليونيل ميسي جائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم هذا العام.
كما نشر موقع (فوت ميركاتو) الفرنسي عبر صفحته الرسمية على (تويتر) صورة لنجم برشلونة الإسباني السابق، معلقاً عليها: ليونيل ميسي اللاعب الأفضل في العالم لعام 2022، هل يستحقها؟.
واحتفل موقع (أونز مونديال) الفرنسي بحضور ثلاثي نادي باريس سان جيرمان في التشكيلة المثالية لأفضل لاعبي العالم لعام 2022، ويتعلق الأمر بالنجم المغربي أشرف حكيمي، والفرنسي كيليان مبابي، والأرجنتيني ليونيل ميسي، بالإضافة إلى الإشادة بفوز الأخير بجائزة (الأفضل).
سكالوني أفضل مدرب
بعيداً عن ميسي، قدم الفيفا جائزة خاصة تكريماً لنجم كرة القدم العالمية البرازيلي بيليه، حيث تسلمتها زوجته التي قالت: نحمد الله أنه أكرمنا ببيليه، وترك إرثاً كروياً كبيراً، كما جرى أيضاً عرض فيلم عن مسيرته الكروية، فيما تحدث عنه طويلاً الظاهرة البرازيلية رونالدو.
وتحصلت الإسبانية أليكسا بوتياس، لاعبة برشلونة، على لقب أفضل لاعبة كرة قدم، بعد أن تنافست عليها مع الإنكليزية بيث ميد لاعبة فريق آرسنال، والأميركية أليكس مورغان لاعبة نادي أورلاندو برايد سان دييغو ويف.
وظفر الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، حارس فريق أستون فيلا، بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم، بعد منافسة شديدة مع البلجيكي تيبو كورتوا، بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الإسباني.
وسلم المدير الفني الإيطالي فابيو كابيلو لليونيل سكالوني، مدرب المنتخب الأرجننتيني، جائزة أفضل مدرب، التي تنافس عليها مع جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي، وكارلو أنشيلوني المدير الفني لريال مدريد الإسباني.
وظفرت سارينا فيخمان، مدربة المنتخب الإنكليزي للسيدات، بجائزة أفضل مدربة في العام، بعد قيادتها المنتخب لتحقيق نتائج رائعة، وذلك إثر تنافسها مع سونيا بومباستور مدربة أولمبيك ليون الفرنسي، وبيا سوندهاغ مدربة منتخب البرازيل.
وتحصلت السويسرية ماري إيربس، حارسة مرمى مانشستر يونايتد، على جائزة أفضل حارسة مرمى، بعد أن تفوقت على الألمانية آن كاترين بيرغر حارسة مرمى تشيلسي، والتشيلية كريستيان إندلر حارسة أولمبيك ليون الفرنسي.
وتحصل الجورجي لوكا لوسوفيلي على جائزة (الروح الرياضية)، بعدما أنقذ لاعباً منافساً من الموت بعدما ابتلع لسانه.
وتحصل الجمهور الأرجنتيني على جائزة أفضل جمهور، حيث تسلم الجائزة أقدم مشجع أرجنتيني والذي يبلغ من العمر 82 عاماً، وقد سافر مع المنتخب في جميع مشاركاته الدولية.
كما أعلن الفيفا، في الحفل الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، عن الهدف الذي حصد جائزة بوشكاش لأفضل هدف في عام 2022، وقد شهد الحفل مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن حصد لاعب مبتور القدم هذه الجائزة.
وفاز اللاعب البولندي مارسين أوليكسي بالجائزة بهدفه الذي سجله بضربة مقصية رائعة، مع فريقه وارتا بوزنان، أمام ستال رزيزو، بعد أن تنافس عليها مع الفرنسي ديميتري باييت من أولمبيك مرسيليا أمام باوك سالونيكي في دوري المؤتمر الأوروبي، والنجم البرازيلي ريتشارليسون في مباراة البرازيل وصربيا فى كأس العالم قطر 2022.
وكان أوليكسي في الأساس عامل بناء قبل أعوام، حيث تعرّض لحادث عمل تسبب في فقدانه قدمه، وقد كان يعشق كرة القدم ويلعب حارس مرمى في أوقات فراغه، قبل أن يحترف اللعبة بعد الحادث الذي غير حياته.
وينظم الفيفا جائزة (الأفضل) سنوياً لتكريم المتألقين في عالم الساحرة المستديرة للعام 2022، وذلك في الفترة ما بين 8 آب 2021 و18 كانون الأول 2022.
وتحمل الجائزة اسم أسطورة كرة القدم المجرية فرينيك بوشكاش، الذي اشتهر بفضل تسديداته الخيالية، كما أن هذه الجائزة تحتفي بالهدف الأكثر جمالية المسجل خلال السنة.