دراسة تكشف: أرض داخل الأرض
الثورة:
حقق علماء أستراليون اكتشافاً رائداً في أعماق سطح الأرض، يؤكد بحثهم فرضية عمرها 20 عاماً من خلال الكشف عن أن الكوكب، يشبه إلى حد كبير Kinder Surprise، كتلة صلبة في مركزه؛ حيث وجد العلماء طبقة خامسة تكوينات كوكب الارض مفاجئة تتكون من كرة معدنية صلبة تحت القشرة المقرمشة المعروفة للكوكب، والعباءة المنصهرة، واللب الداخلي والخارجي الكريمي.
حيث ينفي هذا الاكتشاف الرواية الكلاسيكية “رحلة إلى مركز الأرض” (journey to the center of the earth) والصادرة عام 1864.. يحكي جول فيرن قصة مغامرين دخلوا إلى باطن الأرض عبْر بركان في آيسلندا؛ ليكتشفوا عالَماً شاسعاً تسكنه مخلوقات من قبل التاريخ، ويستكشفوا البِنية الداخلية للكوكب.
وأن مركز الأرض الحقيقي لا يمُتّ بِصلة إلى هذا التصور الخيالي؛ بل إنه أكثر إثارة نوعاً ما؛ فقد كشف علماء أن دراسة مكثفة عن أعماق كوكب الأرض؛ استناداً إلى حركة الموجات الزلزالية الناشئة عن الزلازل الضخمة، أكدت وجود بنية مميزة واضحة المعالم داخل اللب الداخلي لكوكب الأرض.
وهذه البنية المكتشَفة، عبارة عن كرة صلبة مستعرة من الحديد والنيكل قطرها 1350 كيلومتراً. وركزت الدراسة الجديدة على موجات 200 زلزال تَزيد قوتها عن ست درجات، وهي ترتد مثل كرات البينج بونج لما يصل إلى خمس مرات عبر الكوكب.
ربما نعرف المزيد عن سطح الأجرام السماوية البعيدة الأخرى أكثر مما نعرف عن البنية الداخلية العميقة لكوكبنا.
حللنا سجلات رقمية للحركات الأرضية، المعروفة باسم مخططات الزلازل، بعد زلازل ضخمة في العقد الأخير، وأمكن القيام بدراستنا بفضل التوسع غير المسبوق لشبكات رصد الزلازل في العالم، وتحديداً الشبكات الكثيفة في الولايات المتحدة وشبه جزيرة ألاسكا، وفي جبال الألب الأوروبية.
حيث القشرة الخارجية للارض والجسم الكروي المكتشَف حديثاً الموجودان في اللب الداخلي، ساخنان بما يكفي لينصهرا معاً، لكنهما عبارة عن خليط من الحديد والنيكل، وسبب ذلك أن الضغط الهائل الواقع على مركز الأرض، يجعل اللب في حالة صلبة.
قال عالم الجيوفيزياء والمشارك في الدراسة: “أود التفكير في اللب الداخلي على أنه كوكب داخل الكوكب، بالطبع، إنه كرة صلبة، في حجم كوكب بلوتو تقريباً، وأصغر بقليل من القمر.
إن تمكنا بطريقة ما من تفكيك الأرض، من خلال نزع وشاحها واللب الخارجي السائل؛ فسيبدو اللب الداخلي لامعاً مثل النجم.. وتُقدر حرارته بنحو 5500 درجة مئوية إلى ستة آلاف درجة مئوية، وهي حرارة مماثلة لدرجة حرارة سطح الشمس”.
فيما قال فام، إن الانتقال من الجزء الخارجي للب باطن الأرض إلى الجسم الكروي الأعمق؛ فسيبدو أنه انتقال تدريجي وليس انتقالاً بين حدود فاصلة وواضحة.
واستطاع الباحثون التفريق بين المنطقتين؛ نظراً لاختلاف سلوك الموجات الزلزالية بينهما.
ويبلغ قطر الأرض حوالي 12750 كيلومتراً.. وتتألف البنية الداخلية من أربع طبقات، عبارة عن قشرة صخرية من الخارج، ثم غطاء صخري “وشاح”، بعده لب خارجي من الحُمم، ثم اللب الداخلي الصلب.
توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف من خلال تحليل الموجات الزلزالية التي تسافر إلى مركز الأرض، في إحدى الحالات، تسبب زلزال من ألاسكا في حدوث موجات زلزالية في جنوب المحيط الأطلسي، قبل أن يرتد إلى مصدره.
باستخدام هذه المعلومات، فحص العلماء سرعة ومسار الموجات، ووجدوا دليلاً على وجود كتلة معدنية صلبة مصنوعة من سبيكة من الحديد والنيكل.
يشير البحث الجديد إلى أن حدثاً عالمياً كبيراً حدث أثناء تطور الأرض، تسبب في تغيير كبير في نسيج لب الكوكب.
“لايزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول اللب الداخلي الأعمق للأرض، والتي يمكن أن تحتوي على أسرار لفك لغز تكوين كوكبنا”.
فقد اكتُشف هذا اللب الداخلي المعدني البالغ قطره 2440 كيلومتراً تقريباً، في ثلاثينيات القرن الماضي، بالاستناد أيضاً إلى الموجات الزلزالية التي تنتقل خلال الأرض، فيما افترض علماء في 2002، أن قسماً عميقاً منفصلاً عن البقية، مختبئ داخل هذا اللب الداخلي، وهو ما يشبه دمية ماتريوشكا الروسية. وتسنّى بعد تقدم وسائل مراقبة الزلازل، تأكيد هذا الافتراض.
وتطلق الزلازل موجات تنتقل عبر الكوكب، ويمكنها كشف ملامح بنيته الداخلية؛ استناداً إلى الشكل المتغير لهذه الموجات.. وحتى الآن، استطاع علماء تحديد أن هذه الموجات يمكنها أن ترتد لما يصل إلى مرتين؛ بدءاً من أحد أطراف الأرض إلى الطرف الآخر ثم العودة.