الثورة:
تظل لوحات الفنان الإسباني المذهل رائد التكعيبية بابلو بيكاسو هي الأغلى ثمنًا، والأعلى قيمة، والأكثر جدلًا مهما مر من الزمن، ومؤخرًا قامت دار للمزادات ببيع أحد لوحاته المعروفة بـ “البهيجة” بأكثر من 21 مليون دولار..
فقد بيعت اللوحة البهيجة والتي رسمها الفنان الإسباني الشهير بأسلوبه التكعيبي المعتاد لابنته الحبيبة “مايا” بمبلغ 18.1 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يوازي نحو 21 مليون دولار تقريبًا.
(كانت اللوحة الفنية مملوكة سابقًا لمصمم الأزياء جياني فيرساتشي)، وقد تجاوز مبلغ بيع اللوحة تقديرها البالغ 12 مليون جنيه إسترليني. اللوحة بعنوان “Fillette au bateau (Maya)” أو فيليت أو باتو، مايا، وهي ترجمة لكلمة “بهيجة”، وقد رسمها بيكاسو لابنته مايا ويدماير بيكاسو (وهي الثانية من أربعة أبناء) بالعام 1938، عندما كانت في الثانية والنصف من عمرها.
وصفت دار المزادات اللوحة الشهيرة، تمتلئ القطعة بالألوان والحيوية الوافرة، وقد تم إنشاؤها بعد فترة وجيزة من إكمال بيكاسو عمله الضخمة غيرنيكا، وهي تجسد السعادة التي جلبتها مايا إلى حياته خلال هذه السنوات الصعبة”.
كانت اللوحة واحدة من خمسة أعمال بيعت بأكثر من 15 مليون جنيه إسترليني (16 مليون يورو) في دار المزاد نهاية الأسبوع الفائت، وبحسب دار المزادات، فعملية البيع هذه كانت أول ظهور للقطعة في مزاد منذ عام 1999، عندما بيعت مقابل 3.7 مليون جنيه إسترليني كجزء من مجموعة جياني فيرساتشي المكونة من 25 عملاً لبيكاسو. لا يًعد هذا المبلغ ثمناً باهظًا لشراء أو بيع أحد لوحات بيكاسو فقد تم بيع لوحة شهيرة له بأكثر من 100 مليون دولار
ولدت مايا ويدماير بيكاسو في عام 1935، وهي ابنة ماري تيريز والتر والتي تزوجها بيكاسو خلال الفترة بين عامي 1927 و1935، وقد ألهمت مايا والدها بطاقة إبداعية غير مسبوقة منذ مولدها، فلم يتوقف بيكاسو أبدًا عن تصوير ابنته، منذ سنواتها الأولى وحتى المراهقة، وهو يسعى لكشف أسرار الطفولة ونسخ فرحها وطبيعتها الخالية من الهموم.
كما رافقت مايا والدها في العديد من المشاريع مثل تصوير فيلم Le Mystère Picasso للمخرج Henri-Georges Clouzot. كرست ابنة رائد التكعيبية الكثير من حياتها المهنية للترويج لإرث والدها بيكاسو، ومن خلال العديد من المجموعات الفنية التي تملكها له أعادت افتتاح متحف بيكاسو في باريس في عام 2014، كما أقامت معرضًا استعاديًا لأعمال والدها والتي قام بعرضها من قبل في معرض خصصه لوالدتها بالعام 1932 وكلها أبدعها بيكاسو لملهمته ماري تيريز والتر (والدة مايا). وإذا كانت مايا ووالدتها قد ألهمن بيكاسو كثير من إبداعاته فيمكنك التعرف على المزيد من حياة بابلو بيكاسو مع نساء ألهمنه فنياً
في عام 2021، تبرعت مايا بـ 9 روائع من مجموعتها للدولة الفرنسية، معتبرة أنه ينبغي دمج مجموعات المتحف الوطنية المخصصة لوالدها، وقد توفيت في 20 كانون الأول 2022 عن عمر يناهز 87 عامًا. وقبل وفاتها كانت مايا بصدد عمل احتفالية عالمية لمرور خمسين عامًا على ذكرى وفاة والدها 1973-2023 حيث كانت ستقوم بإعارة عدد كبير من مجموعته إلى المعارض التي ستقام في إسبانيا وفرنسا، إلا أنها وافتها لمنية دون ذلك، ومازال القائمون على الاحتفالية بسبيل عقدها وفاءًا لذكرى أحد أهم رواد الفن التشكيلي بالقرن العشرين.