الثورة- مازن جلال خير بك:
بيّنت مصادر خاصة في وزارة الزراعة أن الآونة الأخيرة شهدت تصاعد مخاوف الفلاحين حيال انحباس الهطل المطري، حيث من المحتمل أن تدخل مزروعاتهم للموسم الحالي – في حال استمر انحباس الأمطار- دائرة الخطر.
وبحسب المصادر الخاصة فإن محصول القمح بات أكثر حاجة لرية مناسبة، إضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى التي تسهم تساقط الأمطار في نموها بشكل عام، موضحة أن المطر جاء لمرة واحدة وبمنسوب غزير لكن طول مدة الانحباس تترك آثاراً سيئة على المحاصيل الزراعية، في وقت تتخوف فيه وزارة الزراعة أيضاً من انحباس المطر لفترات قادمة، معتبرة أن هذا السيناريو يضع المحاصيل الزراعية وخاصة المحاصيل البعلية جراء الجفاف في دائرة خروجها من العملية الإنتاجية كلياً، مبدية مخاوفها من أن حصول ذلك يعني ما لا يحمد عقباه.
وفي قراءة لنشرة متوسط كمية الهطل المطري الصادرة عن وزارة الزراعة يتضح التراجع الحاد من عام ٢٠١٣ إلى العام الحالي في معدلات الهطل المطري، الأمر الذي ينذر بداية بتأثر كل المحاصيل البعلية، وصولاً إلى خروجها من دائرة الحسابات وبالتالي فوات كميات كبيرة من إنتاج المحاصيل الزراعية في وقت تشهد فيه الأسواق والسلع حالة غليان سعرية لا توصف.
أما بالأرقام فتبين المصادر الخاصة أن متوسط الهطل المطري في عام ٢٠١٣ كان في ريف دمشق ٢٦٢ مم ليتراجع المتوسط المطري للعام الجاري إلى ١٨٩ مم، وفي درعا كان المتوسط عام ٢٠١٣ نحو ٢٥٨ مم ليتراجع إلى ١٨٤ مم وفي القنيطرة تراجع من ٧٧٥ مم عام ٢٠١٣ إلى ٤٤٧ في الموسم الحالي، كذلك في حماة تراجع من ٦٥٣مم إلى ٣٩٥ مم، وفي حمص من ٥٣٥ مم إلى ٤١٠ مم، وطرطوس من ١١٩٣ مم إلى ٧٢١ مم، وفي اللاذقية تراجع من ١٠٤٣ مم إلى ٥٥٩ مم، وفي حلب من ٣٧٥ مم إلى ١٧٩ مم، والحسكة من ٢٥٨ مم إلى ١٣٦ مم، أما في الغاب فتراجع الهطل من ٩٥١ مم إلى ٥٢٤ مم وفي السويداء من ٢٨٤ مم إلى ١٩٧ مم.
مدير مديرية صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية على الإنتاج الزراعي المهندس محمد أبو حمود بين أن التغيرات المناخية التي شهدتها سورية بشدة كبيرة وتواتر عال وخاصة بعد موسم عام ٢٠١٣ وما تلاه من أعوام سبّبت تراجعا ملحوظا في كميات الهطل المطري الأمر الذي أثر في الإنتاجية الزراعية، وسيكون وقعه كبيراً خلال الموسم الحالي.
وبحسب المصادر حدثت عدة ظواهر خارجة عن المألوف أدت إلى حصول خسائر كبيرة على جميع صعد الاقتصاد ولاسيما قطاعات الزراعة والسياحة والبنى التحتية، موضحاً أن شدة التغير في حالة المناخ والأحداث المتطرفة مناخياً الناتجة عنه حالياً في سورية هي نتيجة الارتفاع المستمر في معدل درجات الحرارة وانخفاض معدل الهطل المطري مع اضطراب في توزعه وتراجع الموارد المائية وشحها، ضاربة مثالاً على ذلك هذا الموسم الذي شهد حالة هطل مطر لمرة واحدة كانت غزيرة لكن المحاصيل الزراعية تحتاج إلى تواتر الهطلات لريها وتحقيق عملية نموها كما يجب، مضيفاً أن الانقطاع المطري لا يزال سيئاً حتى الآن ولا شك سيترك أثراً سلبياً، وعليه فالمحاصيل البعلية ستخرج حكماً من دائرة الإنتاجية للموسم الحالي.
وأشار إلى تأثر كل مناطق الاستقرار حتى الأولى منها، ما يدل على التذبذب الكبير للهطل المطري السنوي والتفاوت في كمية الهطلات من سنة لأخرى وسوء توزعها، وحسب المعطيات فقد سجلت الهطلات المطرية السنوية خلال السنوات العشر الماضية في جميع مناطق الاستقرار معدلات تغير سالبة أكبرها في المنطقة الثالثة ومنطقة الاستقرار الأولى «ب» مبيناً أن كل مناطق الاستقرار جاءت معدلاتها تراجعاً وبنسب عالية، وهذا يدل على الانخفاض الكبير في كميات الهطل المطري.
وأشار حمود إلى أن تكرار حالة الجفاف خطرة وشدتها قوية وحالتها مرتفعة منوهاً بما لوحظ من تأخر بداية الهطل المطري وتوقفه، ما قد ينعكس سلباً على الزراعة البعلية، وأدى أيضاً لانخفاض في مناسيب مياه السدود والأنهار ما قد يلحق الأثر على الزراعات المروية أيضاً، معتبراً أن قطعان الماشية ستتأثر بلا شك.