الثورة :
تعد الذاكرة السمعية من أكثر الذواكر مقاومة لمجموعة كبيرة من إصابات الدماغ الحادة التي قد يتعرض لها الإنسان و لذلك تم العمل على الكثير من الدراسات و الأبحاث المختلفة لتنمية المهارات المختلفة للذاكرة السمعية عند الأفراد عامة و للطفل خاصة.. و لقد تم تعريف الذاكرة السمعية بأنها إحدى مكونات الذاكرة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات السمعية التي يتلقاها الإنسان من محيطه و تتفوق الذاكرة السمعية على الذاكرة البصرية في كمية المعلومات التي يمكن تخزينها فيها و كذلك بطول المدة.
و يشير الخبراء في هذا المجال إلى تمارين تزيد من قدرة الذاكرة السمعية منها تدريب الكلمات مثلاً نذكر عدة كلمات تتشابه في اللفظ و كلمات أخرى لا تتشابه بالنطق ، و لكن يجب الانتباه قبل الاختبار للأطفال بأن يتم مراعاة الوضوح في اللفظ بصورة صحيحة و لامانع من تكرار لفظ تلك الكلمات عدة مرات لتثبت في ذهن المتلقي، ثم يطلب من الطفل ذكر تلك الكلمات و ترتيبها و ذكر الفروق بينها.. أو ذكر عدة كلمات ثم يطلب من الطفل إعادتها حتى و لو بدون ترتيب .. و يمكن الانتقال بعدها لإعادتها مرتبة و هكذا .. وكذلك تمرين الأرقام بنفس الطريقة و إعادتها مرة بدون ترتيب و المرة الثانية مع الترتيب..وهناك تدريب آخر يقوم على اكتشاف الحرف الناقص من الكلمة حتى يكتمل المعنى حيث يعمل الدماغ بتتمة الفراغ دون الحاجة للتفكير كثيراً .. أما عن الذاكرة البصرية فيمكن إجراء بعض التمارين البصرية مثل نشاط الخريف) و يطلب من الطفل معرفة ماذا يشاهد في هذه الصورة و هي تدريب التذكر لصورة مليئة بالصور و الأشياء و الحيوانات والأماكن ثم نغلق هذه الصورة و ندعه يكتب ما تذكر من أشياء، و إن كان لا يكتب بعد نطلب منه ماذا تذكر من أشياء في الصورة و لا بأس أن نعطيه فرصة ليرى الصورة مرة أخرى هو و أقرانه ونقول لهم من يتذكر أشياء أكثر هو الفائز هنا نجعله يركز و يحفظ و يعيد ما تذكره.
و هناك لعبة أو تدريب( شرح الصورة ) و هي عبارة عن صورة حديقة الحيوان مثلاً و نطلب منه أن يشرح ما يرى في هذه الصورة فيبدأ بالشرح و لكنه ينسى بعض الأشياء الشجرة و العصفور و السور و نذكره بها، و نقول له الآن أنت شرحت كل ما في الصورة، هل يمكنك شرح تلك الأشياء لأخيك الصغير، هنا يتدرب بشكل تلقائي على الإلقاء و الشرح و مهارة القيادة .. و منها ما يتعلق بألعاب المتاهة و الشيء المفقود بالصورة وهناك نشاط ( البحث عن حروف اللغة العربية) كالألعاب اللوحية التي تستلزم تعليمات معينة تتلى على الطفل و هي من الألعاب المفيدة لمهارة الاستماع و منها (لعبة الكلمات البصرية) و (لعبة السلّم والثعبان) لتصريف الأفعال الشائعة والأغنيات التي تعتمد على القيام بحركات مع كلمات الأغنية تساعد بشكل قوي في تنمية مهارة الطفل على الاستماع.
و لا ننسى الألعاب التي تعلّم الأطفال فن الإلقاء والخطابة لأنها تعتمد على الاستماع والتقليد، هناك بوسترات وبطاقات مصورة عن فن الإلقاء واستخدام بطاقات لعب للتدريب على الإلقاء و كل بطاقة فيها عنوان معين يقرأها الطفل و يتحدث بإسهاب عن تفصيلات هذا العنوان.
و هناك أيضاً ألعاب أخرى (كلعبة الأحرف المبعثرة) و تشكيل كلمات منها و من ثم تشكيل جمل و بالنهاية كتابة جمل مترابطة لتشكل موضوعاً، طبعاً يكون قد تم وضع هذه الأحرف بعناية لنحقق المطلوب.
فقد يبدأ الأب والأم بهذه الألعاب و لكن لا ينجحان بذلك و هذا عائد لأسباب عدة، منها عدم التدرج بالألعاب من البسيط إلى المتوسط إلى المعقد بعض الشيء، و عدم اختيار الألعاب الفكرية و الذهنية التي تناسب أعمارهم.
و القدرات الذهنية للطفل المستمع قد تمنعه من القدرة على الاستماع والتركيز فيما يستمع إليه، كأن تقرأ لطفل كتابًا يفوق قدراته وسنه..و هناك أسباب تمنع الطفل من الاستمتاع الجيد بالألعاب منها تلك التي تتعلق بالمشاعر والحالة النفسية التي يمر بها الطفل، مثل الشعور بالحزن، الخوف، الألم، أو حتى الجوع.. وعدم توفر البيئة التي تسمح للطفل بالتجاوب و المرح و المشاركة كوجود أصوات عالية عند المتحدث، أو ضوضاء صاخبة تحول بين صوت المتحدث والطفل.
نعود و نقول قبل البدء بهذه الألعاب ينبغي دراستها وتجربتها و تدريج استخدامها بحسب عمر الطفل، و ما المانع مع تقدم العمر أن يبتكر طفلك ألعاباً أخرى تنميها له بخبرتك و تجاربك و ثقافتك.