الثورة – ميساء الجردي:
يتابع الوفد الشبابي العربي الذي يستضيفه الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومنظمة شبيبة الثورة برنامجه بزيارة إلى المتحف الوطني بدمشق صباح اليوم للاطلاع على مقتنيات المتحف والتعرف على التاريخ العريق لسورية.
وخلال استقباله للضيوف في قاعة دمشق القديمة تحدث المدير العام للآثار والمتاحف في سورية محمد نظير عوض عن نشأة المتحف وتاريخ تأسيسه في عام 1919 والمراحل التي مر بها على مدى أكثر من مئة عام. مشيراً إلى وجود خمسة أقسام تبدأ من فترة ما قبل التاريخ وفترة الشرقي القديم والفترة الرومانية والفترة الإسلامية، والتاريخ الحديث وهناك مرحلة تتعلق بالقسم الكلاسيكي. كما أن هناك عملاً مستمراً لعودة افتتاح الأقسام التي أغلقت بالمتحف خلال فترة الحرب على سورية.
وأكد أن سورية بلد غني بالمواقع الأثرية والأوابد التاريخية إذ يوجد فيه أكثر من 30 ألف موقع أثري، ستة منها مسجلة على لائحة التراث العالمي. منها بصرى وتدمر ودمشق القديمة وقلعة حلب وقلعتا صلاح الدين والحصن. وقد بدأ العمل الأثري فيها منذ فترة طويلة جداً. لافتاً إلى أهمية آثار سورية بالنسبة للعالم فقد كانت جميع متاحف سورية قبل عام 2010 تعمل وتستقبل السائحين والباحثين في جميع المحافظات. حيث يوجد في كل محافظة متحف وطني، ومتحف خاص بالثقافة الشعبية. وكانت مديرية الثقافة التي تتبع لوزارة الثقافة، تستقبل كل عام أكثر من مئة بعثة أثرية من كل دول العالم.
وختم المدير العام للمتاحف حديثه بتوجيه الشكر للوفود ولما يمتلكونه من ثقافة ومعارف هامة حول تاريخ سورية وتاريخ الوطن العربي.
رافق الوفد الشبابي مراقب المتحف خالد هركل وقدم لهم شرحاً مفصلاً حول أقسام المتحف وخصوصية الفترات الزمنية التي مرت على سورية. مشيراً إلى أهم الحضارات القديمة مثل إيبلا وأوغاريت.
من جانبهم عبر المشاركون عن فرحتهم وسعادتهم لهذه الزيارة فقد تحدث الدكتور رجب ياسين وهو مستشار قانوني مصري عن الوحدة الحضارية الموجودة في كل دول الوطن العربي. الأمر الذي يثبت أنه عالم واحد يتحد بثقافته ولغته وتاريخه. وهذا ما يجب أن تعرفه الشعوب العربية كافة وأن يكون لدينا أمل كبير في عودة الصف العربي الواحد.
ومن العراق بين المحامي أحمد كريم أنهم يحملون رسالة الوحدة العربية التي تحتم عليهم القيام بزيارات سنوية إلى كل الدول العربية. وأن هذه الزيارة لها خصوصية من حيث ضرورة التضامن مع السوريين شعباً وقائداً لكسر الحصار والمساهمة ولو بجزء بسيط في المطالبة بإنهاء العقوبات وتقديم الدعم الممكن في هذا الاتجاه. لافتاً أن زيارة المتحف قدمت له معلومات جديدة عن تاريخ المنطقة.
ومن الجزائر تحدث الباحث التاريخي دهيكال الطيب عن التشابه الكبير بين حضارة بلاد الشام وحضارة الجزائر والمغرب وخاصة في المواقع الأثرية وأشكالها ومقتنياتها ما يدل على وجود تاريخ واحد لا يمكن تجزئته لا من قبل إسرائيل ولا من قبل الغرب أو أمريكا. وبين في حديثه أن الحرب على سورية وعلى الوطن العربي ككل هي حرب واحدة تستهدف الهوية الثقافية والتاريخية.
من لبنان بين قاسم حيدر أن المسألة برمتها هي تدمير لهوية الإنسان العربي. وقد لمسنا في هذه الزيارة التشابه التاريخي للمشرق كله وهي حضارات لا يشبهها أي حضارة غربية أو أجنبية. وعليه فإن ذلك يعطي أملاً بحضارة جديدة قوية تفوق الغرب الزائف.
تجدر الإشارة إلى أن الوفد الشبابي العربي يضم أكثر من 92 شاباً وشابة من أكثر من 10 دول عربية قدموا إلى دمشق من مصر ولبنان والعراق والأردن والبحرين والكويت والمغرب للتضامن مع سورية والمطالبة برفع الحصار والعقوبات الظالمة عن سورية.