الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تثير لعبة الحرب التي أجراها مركز أمريكي تساؤلات حول كيفية رد الولايات المتحدة على تفوق نووي كوري ديمقراطي (شمالي) في الفضاء.
في الصيف الماضي، أجرى مركز (NPEC) لعبة حرب فضائية ثلاثية الحركات ركزت على الاستخدام المحتمل لكوريا الديمقراطية (الشمالية) للأسلحة النووية، إذ تم مهاجمتها في مدار أرضي منخفض أو في الفضاء القريب، ووجد المشاركون في اللعبة هذا الاحتمال مطروحاً بعض الشيء، لكن في منتصف اللعبة، استعدوا للفكرة، حتى أن البعض اقترح أن الصين قد تمارس هذا الخيار إذا تعرضت لهجوم من قبل واشنطن.
بعد اثني عشر أسبوعاً من انتهاء (NPEC) من محاكاتها، ذكرت صحيفة جريدة جنوب الصين الصباحية، أن معهد الشمال الغربي للتكنولوجيا النووية كان يحاكي ضربات الأسلحة النووية المصممة لضرب مجموعات الأقمار الصناعية ذات الاستخدام المزدوج، مثل سترالنغك.
وأدت جهود بكين لتطوير أبحاثها في الفضاء القريب بمركبات أخف من الهواء إلى توتر العلاقات مع واشنطن، وأثارت مخاوف الولايات المتحدة بشأن استراتيجية الصين التفوق في عمليات الفضاء القريب بشكل عام.
وبرأي واشنطن فإن كوريا الديمقراطية (الشمالية)، إذ تابعت أبحاثها الفضائية وتفوقها فيه أيضاً، فهي تعرض نفسها للخطر لأن أمريكا لن تسمح لكوريا الديمقراطية (الشمالية) بهذا التفوق العلمي.
من وجهة نظر واشنطن ما هو أسوأ ما يمكن أن يفعله هذا التفوق في مجال الفضاء؟ يمكنهم القضاء على جميع الأقمار الصناعية تقريباً في مدار أرضي منخفض، ولكن لماذا تضع الولايات المتحدة هذا الاحتمال؟ للتحوط ضد الأسوأً.
غالباً ما يركز المخططون العسكريون وصانعو السياسات الأمريكيون على الافتراضات الرهيبة، على سبيل المثال، الحروب النووية الهائلة، وكوارث الاحتباس الحراري والأوبئة وما إلى ذلك.
يمكن القول إن صانعي السياسة الفضائية في الولايات المتحدة يخططون مسبقاً لاحتمال التصادم مع كوريا الديمقراطية (الشمالية)، حيث تختبر كوريا الديمقراطية صاروخًا باليستياً عابراً للقارات، ولكن الولايات المتحدة تطالب كوريا الديمقراطية (الشمالية) بالتوقف عن هذه الاختبارات وتجنب حامية قوتها الصاروخية المتنقلة.
تأمر واشنطن برحلات استطلاعية بالقرب من كوريا الشمالية، وتطلب بعد ذلك من الأمم المتحدة الموافقة على حصار انتقائي لكوريا الديمقراطية (الشمالية) مع وضع القوات الاستراتيجية الأمريكية في حالة تأهب.
ترفض كوريا الديمقراطية (الشمالية) مطالب أمريكا، وتبدأ في التعبئة وتحذر واشنطن من أنه إذا فشلت الولايات المتحدة في إنهاء حالة التأهب ورفضت تحديد موعد لسحب قواتها من كوريا الجنوبية، فإن الحرب ستنشب.
التوترات تتزايد ثم في وقت مبكر من شهر حزيران العام الماضي، أطلقت كوريا الديمقراطية (الشمالية) قمراً صناعياً في المدار، وحذرت من انفجار نووي محتمل في الفضاء ما لم تنسحب الولايات المتحدة. وتتصل واشنطن ببكين على أمل حث الصين على الضغط على الكوريين الشماليين للتراجع.
ينصح المسؤولون الصينيون واشنطن بالتفاوض مع بيونغ يانغ مباشرة، مشيرين إلى أن كوريا الديمقراطية (الشمالية) لم تنتهك أي معاهدة، تتوجه الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال قرار بفرض عقوبات على بيونغ يانغ. روسيا والصين تمنعان موافقتهما.
المصدر- ناشونال انتريست