الثورة – حسين صقر:
تشكل الألعاب التعليمية طريقة رائعة وصحية للأطفال لأنها تشجعهم على اللعب والتحرك والاستمتاع بالتعلم وتنمية عضلاتهم، باعتبارهم يشاركون أجسادهم وحواسّهم بالكامل في عملية التعلّم عن طريق هذه الألعاب، وهو مايزيد نشاطهم وتركيزهم، كما يساهم ذلك في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم. لاسيما أنَّ الطفل يولد خالياً من كل معرفة، ولكنه مهيأ لاكتساب أي نوع من المهارات التي تجعل منه كائناً اجتماعياً، خاصة وأنه يكون في المراحل المبكرة من عمره على أتمِّ الاستعداد للمحاكاة والتأثر بمن حوله، ولعل رادر التركيز لديه يلتقط كل الموجات الصادرة من محيطه، حيث يخزنها في ذاكرته ويبرمجها فيما بعد على شكل سلوك وعادات وأقوال وأفعال، ولهذا فإن أغلب المجتمعات تولي أهمية كبيرة لتطوير القدرات الإبداعية في مرحلة الطفولة، وحتى قبل مرحلة التعليم.
* انواع الألعاب:
وهناك عدة أنواع من الألعاب التعليمية كصنع الأشكال والمجسمات بالمعجون، وألعاب الذكاء و اختبار الانتباه والتركيز والملاحقة، واللعب بالمكعبات والرمل، والنشاطات الرياضية، والرقص والغناء والاستماع، وكذلك الألعاب التعليمية الإلكترونية ولاسيما إذا كانت منظمة ومحققة للشروط الصحية كي لا تترك أثراً على الحواس.
ويعتبر علماء النفس مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في تربية الطفل، ففيها تتكون باكورات فعله الأولى، وردود الفعل مع البيئة، كما تتكون خلالها الكثير من مفاهيم الطفل وأنماط سلوكه، فالاهتمام بالطفولة هو في الواقع اهتمام بالمجتمع وتقدمه وتطوره، وبقدر إعدادهم بشكل سليم للحياة، بقدر ما نكسبهم في المستقبل.
فترة الطفولة تعدُّ مرحلة تكوين وإعداد ترتسم فيها ملامح شخصية الطفل، وتتشكل فيها العادات والاتجاهات، وتنمو فيها الميولات، وتتفتح القدرات، وتتكون المهارات وتكتشف، وتتمثل القيم الروحية والتقاليد والأنماط السلوكية، وخلالها يتحدد مسار نموه الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني، طبقا لما توفره له البيئة المحيطة بعناصرها التربوية والثقافية والصحية والاجتماعية.
* مفتاح التعلم:
للحديث عن أهمية اللعب وفوائده في تعليم الأطفال توضح المربية الاختصاصية في التعليم النفسي والتربوي إيانا سيوطي أنَّ اللعب هو مفتاح التعلم والتطور لدى الأطفال، و من خلاله يكتشف الطفل بيئته ويتعرف على عناصرها ومثيراتها المتنوعة، كمايكتشف ذاته ويعرف مركزه وموقعه ويتعلم أدواره ودور من يحيطون به من الكبار والأتراب، و يتعلم أيضاً ثقافته وثقافة مجتمعه وقيمه، ويطور قدراته ومهارات التفكير المختلفة التي يحتاجها في رحلته على طريق النماء والتطور، كما إنَّه من خلال اللعب يكتسب الطفل كثيراً من المعلومات التي يصعب اكتسابها من الكتب المدرسية، حيث اللعب هو مدرسة غير رسمية للعلاقات الاجتماعية.
وأشارت أنَّ الطفل يكتسب من خلال اللعب اللغة، مفردات واصطلاحات وعبارات وجملاً كأداة أساسية ومهمة من أدوات التفاعل والتواصل مع العناصر البشرية في البيئة، لذلك يحتلُّ مكانة هامة في عملية التعليم عند الطفل، الذي يشبه العجينة القابلة للتشكيل، كما أنَّه صفحة بيضاء، بمعنى أنَّه يشكل حسب منهجية معلمه.
وختمت السيوطي بالقول إنَّ اللعب يتيح الفرصة للطفل لتعلم مجموعة من المهارات الجديدة منها التجربة، والاستكشاف والتقليد، ما يساعده على استكمال المهام التنموية للمرحلة العمرية التي يمر بها.
كما أنَّ اللعب والتعلم في المرحلة العمرية المبكرة يساعدان الأطفال على اكتشاف أنفسهم واكتشاف العالم، و يساعدان أيضا على الإعداد لمرحلة التعليم الابتدائي.
التالي