نجاح وتفوق أي مجتمع في ميادين الحياة لا يمكن أن يكون إلا على أسس اعتماد المنهج العلمي، والاستناد على قواعد متينة تعتمد أولاً وأخيراً على العلم النظري والتطبيقي.
وأول نجاح يسجل للمجتمع تكمن في تنشئة أطفاله التنشئة الصحيحة، فهم ركائز بناء المستقبل، وهذه التنشئة تبدأ مع الأطفال في سن مبكرة أي منذ بدء تعليمهم برياض الأطفال، مثلهم كمثل أي نبتة نزرعها ونريد نموها لتكون خيراً وفيراً في المستقبل الذي ينتظره المجتمع.
وهذا الطفل هو صفحة بيضاء ناصعة نسجل عليها ما نريد، وكما قال الحكماء والمربون: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، وهنا يأتي دور المسجل الأمين على هذه الصفحة البيضاء وهو المعلم والمعلمة الأكفاء الذين امتلكوا ناصية العلم والتربية، وامتهنوا التعليم عن رغبة وعشق، وعندهم الأسلوب الأمثل لغرس المفاهيم الصحيحة في ذهن هذا الطفل الأمانة بين يديهم ليكون هذا الطفل ذا مستقبل واعد يبشر بالخير له ولأسرته ولبلده.
وهذا الجيل الجديد أول ما يحتاج إليه هو تعليمه القيم والأخلاق، وأولها الصدق والأمانة والكرم وحب الوالدين والوطن والإيثار لا الأثرة، ونعلِّم هذا الطفل بأن أغلى شيء في الوجود هو الوطن الذي يضمنا بين جنباته ويحمينا، وعلينا أن ندافع عنه، وبعد ذلك نبدأ بتعليمه المنهج الدراسي المعتمد، وهنا لابدَّ من ذكر نقطة هامة جداً تتعلق بالمربي المعلم وهي تعزيز ثقافة ومعلومات هذا المربي المعلم ليكون جاهزاً ثقافياً لتقديم جيل للمجتمع ننتظره قوياً ذكياً.
وختام الكلام هو دور الأهل في متابعة طفلهم بشكل لحظي في الروضة أو المدرسة ليطمئنوا على مستواه تربوياً وعلمياً، وبهذه المتابعة نكون قد أسهمنا مساهمة فاعلة في تأسيس مداميك النجاح والتفوق لمستقبل مستنير شعاره العمل ثمَّ العمل للوصول إلى الأمل المنشود الذي هو حق مشروع لكل أمة على وجه البسيطة فلا نجاح من دون الاهتمام بالقواعد من الناشئة لضمان حياة كريمة وسعيدة لهم ولمجتمعهم.
جمال شيخ بكري