من العراق إلى سورية.. رحلة لدعم ٦٥٠ متضرراً بالزلزال

رولا عيسى:
من العراق الشقيق إلى بلدنا سورية انطلقت رحلة من الألم لنصنع الأمل بالتعاون بين مؤسسة بصمة شباب سورية والفريق العراقي (سأصنع ذاتي) لتبلسم ما ألم بالمتضررين من جرّاء الزلزال على صعيد الدعم النفسي و مساعدتهم على تجاوز صدمة مابعد الزلزال.
وكما نجح الأشقاء العراقيون في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أخوتهم السوريين، استطاعوا هذه المرة تقديم دعمهم النفسي أيضاً عبر فريق (سأصنع ذاتي) بالتشارك مع متطوعي مؤسسة بصمة شباب سورية إلى المتضررين المقيمين ضمن مراكز الإيواء في المحافظات المنكوبة، ليتكلل عملهم الإنساني بالنجاح من خلال بصمتهم ولمستهم الإنسانية مانعكس بشكل إيجابي على المتضررين في مراكز الإيواء .

اطلاق خطة عمل
مديرة التدريب والتأهيل في مؤسسة بصمة شباب سورية وصاحبة فكرة مبادرة الدعم النفسي في مراكز الإيواء هلا عيسى قالت للثورة : انطلاقاً من أهمية تقديم الدعم النفسي إلى جانب الدعم الإغاثي أطلقت مؤسسة بصمة شباب سورية خطّة عملها للدعم النفسي ضمن المحافظات المنكوبة باتجاه المتضررين من جراء الزلزال والمقيمين ضمن مراكز الإيواء واستهدفت الخطة مختلف الفئات العمرية عبر تشكيل فريق عمل كدعم نفسي من شباب بصمة سورية بالتشارك مع الفريق العراقي «سأصنع ذاتي» للقيام بزيارات لمراكز الإيواء والتعرف على الحالات التي تحتاج للدعم النفسي، والحالات المتقدمة مابعد الزلزال لمساعدتهم ومساندتهم وهم من مختلف الفئات العمرية، والذين تعرضوا لصدمة مابعد الزلزال.
حسب الاحتياجات
وبينت المدربة عيسى أنه تمّ توزيع فريق العمل على مختلف الفئات العمرية منهم لدعم الأطفال وآخرين لتخفيف الصدمة عن المراهقين، وثالثاً لكبار السن، فكلّ فئة تحتاج أسلوب وطريقة عمل مختلفة مع اختلاف الحاجات والأعمار، فالتعامل مع الأطفال أخذ شكل اللعب معهم ومع المراهق من خلال جلسات تساعده على التخلص من المشاعر السلبية وأما الكبار بحثنا معهم كيفية تحويل المحنة إلى منحة تساعد الآخرين.
العلاج باللعب
وأكدت عيسى أنه مع بدء تطبيق خطّة العمل تم التواصل مع الفريق العراقي الذي يملك خبرة وقادر على تقديم برنامج تأهيل دعم نفسي متكامل، وسبر الحالات النفسية للأطفال من خلال اللغة اللامنطوقة كالرسم واللعب لمعرفة حاجاتهم وحل مشكلاتهم والتعامل معها من خلال اللعب وزرع القيم الإيجابية ونثر حالة من الفرح بينهم مشيرة إلى تبادل الخبرات والتشاركية في العمل على الأرض وبدوره الفريق العراقي رحب بوجود كوادر مؤهلة من مؤسسة بصمة شباب سورية تعمل في مختلف المحافظات السورية حيث امتلكت الخبرة بعد انطلاق عملها منذ أكثر من ١٢ عاماً مع بداية الحرب الإرهابية على سورية.
قلب واحد
وحول تطبيق الدعم النفسي على الأرض نوّهت المدربة عيسى إلى أن الفريق العراقي عمل مع الفريق السوري بقلب واحد ولهفة واحدة و شملت الزيارات المحافظات المنكوبة من حماه إلى جبلة واللاذقية وانتهت الرحلة بدمشق بتنظيم فعالية استهدفت أبناء الشهداء بالتعاون مع مؤسسة الشهيد في السيدة زينب واصفة العمل التشاركي بخلية متكاملة وفريق عمل واحد من الجانبين السوري والعراقي ضمن مراكز الإيواء، ما لاقى ردود فعل إيجابية وتفاعل ملحوظ من الأهل والأطفال عبروا عنه برسومات للأطفال شكروا فيها الوفد العراقي الذي ساهم بتقديم الأنشطة الترفيهية الهادفة إضافة لجلسات تعليمية للسيدات في مراكز الإيواء للتعامل مع الأطفال.
الوقوف مع المنكوبين
من جانبه رئيس فريق «سأصنع ذاتي» الدكتور خالد البصيصي أكد للثورة أن فريق العمل العراقي يضم مجموعة من المتخصصين في المجال النفسي والأسري وتطوير الذات الإنسانية، وهدفنا تطوير وتأهيل الإنسان فكرياً وتنموياً وتربوياً، فبعد الخطر الذي حلّ بسورية جراء الزلازل أخذ الفريق على عاتقه أن يقف مع الأشقاء الشعب السوري ضمن رسالة فريق سأصنع ذاتي لنقف كيد واحدة، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لكل إنسان من خلال عشر رحلات، تمّ من خلالها تأهيل أكثر من ٦٥٠متضرراً من الزلازل والرهاب الاجتماعي في المحافظات المنكوبة وتحديداً في كلّ من سلحب والعشارنه والحورات واللاذقية ثلاثة مراكز واسطامو وجبلة وختامها في ريف دمشق مع عوائل الشهداء لتأهيل أبنائهم فكرياً تنموياً لافتاً إلى حضور التأهيل الأسري في جميع الرحلات الموجه الى الأهالي المتضررين وعوائل الشهداء عبر سلسلة من المحاضرات في الإرشاد الأسري.
تشخيص المشكلات وعلاجها
وبيّن أن جميع الرحلات نفذت بالتعاون مع مؤسسة بصمة شباب سورية الذين كانوا بمثابة العائلة الواحدة مع فريق (سأصنع ذاتي) لإنجاح العمل في رحلة الألم لنصنع الأمل، من خلال البرنامج وفقراته وفقرة تحليل الرسوم باستخدام علم الكرافلوجي الذي يساعد على تشخيص حالات الأطفال ووضعهم النفسي و تشخيص نقاط الضعف، والتواصل مع بصمة شباب سورية من
أجل معالجتهم، إضافة لتشخيص نقاط القوة لتنميتها عند الأطفال، فكان التجاوب من الأطفال جميل جداً وتركنا الأثر ،
وهذا ما يجسد رسالة فريق سأصنع ذاتي في كلّ مكان وزمان لنشر المحبة وزرع بذرة الأمل..ليسقيها بصمة شباب سورية وتقطف ثمارها بلدنا الحبيبة.
التجربة الأولى في سورية
وبيّن الدكتور البصيصي أنها التجربة الأولى في سورية بعد العمل في جمهورية مصر العربية، وبعد اللقاء مع إدارة بصمة شباب سورية اتفقنا على استمرارية التعاون مع المؤسسة لإشراكهم في دورات تدريبية تطويرية لعلم النفس والإرشاد الأسري مجاناً بغية دعمهم لإكمال المسيرة.
وحول برنامج الدعم النفسي أكدت الأستاذة نوارة الداهري من الفريق العراقي أنه تضمن توضيحاً شاملاً لموضوع الاضطراب أو الصدمة ما بعد الزلزال وماهي أبعادها على الأنثى و الرجل والطفل، وكيفية التقبل للوضع الحالي والاستفادة من هذا الوضع الاستثنائي للتخفيف من آثاره السلبية هذا من الجانب النفسي، وأما من الجانب الأسري فقد تمّ شرح كيفية احتواء الطفل وأهمية الاستماع له من أجل تفريغ الصدمة وأيضاً تمّ شرح الاختلافات مابين الرجل والمرأة لتلافي الكثير من المشكلات الاسرية وذلك من خلال جلسات توعوية تعليمية استهدفت ٢٠٠ سيدة ضمن مراكز الإيواء .
التعامل مع حالات الرهاب
وفيما يتعلق بالاستشارات الخاصة بينت الداهري أن من أهمها ثلاث حالات منها حالتين لفقد أهل أبنائهم اثناء الزلزال و تمّ التخفيف عنهم هذا المصاب،وارشادهم لكيفية التقبل لهذا الوضع واستشارة لطفلة تعاني من رهاب الزلازل سبب لها نوبات يومية مرضية من بكاء وتقيؤ مستمر، وأيضاً تمّ التعامل معها بشكل خاص بالإضافة الى توعية الأم الكافية للتعامل معها، إضافة لاعطاء تمارين بسيطة لكيفية تفريغ الصدمات وكيفية الاستفادة من هذا الوضع.
المشاركون
يذكر أنه شارك في المبادرة مع الدكتور البصيصي المدربة الداهري الأستاذ محسن العلي، والأستاذ مرتضى مجيدو، الأستاذ بكر علي، مع عشرات المدربين والمتطوعين من مؤسسة بصمة شباب سورية وتمّ تكريم عدد من المدربين والمتطوعين على هامش عمل المبادرة في مختلف المحافظات.

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي