على طاولة «الثورة»…كيف استنفرت ريف دمشق لمؤازرة المناطق المنكوبة؟

حوار: هزّاع عسّاف- ثورة زينية- مريم ابراهيم- لينا شلهوب:
في إطار إعادة تأهيل الخدمات في المناطق المنكوبة وتقديم المساعدات اللازمة والضرورية وفق اختصاص وعمل كلّ جهة معنية، والخطوات المتخذة لمتابعة موضوع سكن المتضررين وإيوائهم،وترجمة لمبدأ التكافل الاجتماعي وتخفيفاً للمعاناة والتقليل من الآثار التي خلفها زلزال السادس من شباط الماضي وانطلاقاً من شعور أخوي وإنساني وأخلاقي تميز به مجتمعنا عبر التاريخ والأزمنة، كان لتدخل محافظة ريف دمشق بمختلف مديرياتها الكثير بهذا الشأن والمشاركة ببذل الجهود لمساندة أهلنا في المحافظات المنكوبة، حيث استعرضت «الثورة» على طاولتها الحوارية جزءاً مما شاركت به كنموذج حي مثلها مثل جميع القطّاعات والفعاليات والمؤسسات والجمعيات سواء الرسمية منها أو الأهلية والخاصة وحتى المبادرات الفردية التي كان لها طابع الشعور الأخوي والإحساس العفوي الصادق .

مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة ريف دمشق (شوقي عون) بيّن في بداية حديثه خلال الندوة التي استضافت أصحاب الرأي والاختصاص الذين كانوا على تماس مباشر مع الحدث كما العديد من الآخرين على امتداد الجغرافية الوطنية أنه حال حدوث الزلزال، وبعد أن وقعت الكارثة الإنسانية، وبعد ساعات منها، تمّ على الفور تشكيل غرفة عمليات بمحافظة ريف دمشق لاستدراك تداعيات الزلزال وآثاره، وبدأت المحافظة بإيعاز من محافظ ريف دمشق (صفوان أبو سعدى) باستنفار كلّ الطاقات والإمكانيات بالتعاون مع مختلف المديريات، والجهات التابعة لها، والمنظّمات الشعبية والنقابات المهنية والمجتمع الأهلي وأصحاب الخبرات، للمساعدة بتقديم ما يلزم ومساندة أهلنا في المحافظات التي تعرضت للزلزال المدمّر، واتخذت العديد من الخطوات والإجراءات لنجدة المتضررين ومساعدتهم.
تصدرتا سلّم الأولويات
وفي بادئ الأمر – كما يؤكد مدير الشؤون – تمّ العمل على مستويين، أولهما: زج كلّ الإمكانيات لمتابعة عمليات رفع الأنقاض، والبحث عن الناجين، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين، من هنا كانت عمليات التدخل السريع عبر مؤازرة المحافظات المنكوبة بالعديد من الآليات الثقيلة لرفع الأنقاض، وأسهمت المحافظة بتقديم المؤازرة للمتضررين من الزلزال عبر 22 آلية ، إذ تمّ إرسال مجموعة من الآليات الفنية، منها 5 آليات دفاع مدني كبيرة، و12 تركساً وباكراً، و5 بواكر صغيرة، ، برفقة عدد من المهندسين والفنيين، ناهيك عن التبرعات الفردية بما يخص الآليات.
وعلى المستوى الثاني، تمّ تسيير عدد من القافلات والمساعدات بالتشارك مع كلّ المدن والبلدان والبلديات لمؤازرة أهلنا المتضررين، حيث انطلقت العديد من القوافل بالتعاون بين محافظة ريف دمشق وقيادة فرع حزب البعث بالمحافظة، وفعاليات اقتصادية واجتماعية، وجمعيات أهلية، محملة بمختلف أصناف المواد الإغاثية (تحتوي على أطنان من المواد الغذائية والألبسة والحرامات، والعديد من المستلزمات التي يحتاجها المتضررين في مراكز الإيواء المؤقتة وخارجها)، متجهة إلى المحافظات المنكوبة، يرافقها أعضاء من المكتب التنفيذي من المحافظة وعدد من المعنيين.
حساب مصرفي لإيداع التبرعات
ولدى استفسار من أحد الزملاء حول كيفية الاستجابة والتدخل، بين عون أن تنفيذ إجراءات التدخل السريع جاءت تنفيذاً للخطة الوطنية للاستجابة الطارئة الهادفة للتخفيف من آثار الزلزال المدمر، ومساعدة أهلنا المتضررين والتخفيف من معاناتهم، حيث كان يتم الإشراف على عمليات شحن المواد الإغاثية، وتسليمها للجان المختصة المكلفة بالاستلام تمهيداً لتوزيعها على المتضررين أصولاً، مشيراً إلى أن المبادرات والحملات الوطنية كانت مستمرة ومتابعة، وبإشراف الجهات الرسمية في محافظة ريف دمشق، وقيادة فرع الحزب، مع مشاركة الفرق التطوّعية والفعاليات الاقتصادية والأهلية سواء كانت على صعيد التبرعات النقدية عبر الإيداع المصرفي (إذ أنشأت المحافظة مبادرة من خلال فتح حساب مصرفي في المصرف التجاري السوري لإيداع التبرعات المالية الداعمة للمتضررين)، أو بتقديم التبرعات العينية للمواد الإغاثية بمختلف أنواعها، من خلال اللجان والجمعيات في مختلف مناطق ومدن وبلدات وقرى محافظة ريف دمشق.
واستوضح أمين التحرير -هزاع عساف -عن الدور المباشر لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بهذا الشأن، حيث لفت عون إلى أن المديرية انطلقت بدايةً من حثّ الجمعيات الخيرية من أجل المساندة وتقديم الدعم اللازم والمساعدة وتقديم المعونات، إذ تمّ تحديد أربعة مستودعات على مستوى المحافظة بأماكن متنوعة منها لتجميع المواد التي يتم التبرع بها من المجتمع الأهلي والمحلي، ومن ثم يتم الإشراف على تسيير القافلات إلى المحافظات المنكوبة، وتسليمها إلى لجان الإغاثة الفرعية بالمحافظات، والتي كانت حريصة على استثمار كلّ مساعدة ومساهمة مقدّمة من أي شخص أو أي جهة، في سبيل إغاثة المتضررين وتأمين الاحتياجات الكاملة لهم.
4,7 مليارات ليرة تبرعات نقدية
أما على صعيد المجتمع المحلي، أوضح مدير الشؤون أن المحافظ دعا الفعاليات الاقتصادية من غرف الزراعة والصناعة والتجارة، وكذلك من المجتمع الأهلي والمحلي وغيره لاجتماع تم من خلاله حث الجميع للمشاركة، وهؤلاء بدورهم لبّوا نداء الإنسانية، ومنذ اللحظات الأولى وصلت قيمة التبرعات إلى حوالي ٤.٧ مليارات ليرة، بالإضافة إلى مبالغ مالية تجاوزت الـ ٢ مليار ليرة، ، وهذه المبالغ كانت ضمن الفترة الأولى من حدوث الزلزال، ليعقّب قائلاً بأن المبالغ باتت تتزايد فيما بعد.
وحول سؤال طرحته الزميلة -لينا شلهوب -عن آلية العمل على ايصال قوافل المساعدات تطرّق مدير الشؤون الاجتماعية إلى أن اللجنة العليا للإغاثة خلال اجتماعها شددت على ضرورة متابعة وصول المساعدات إلى المستحقين الفعليين، حيث تمّ بحث أهم التطورات والاستجابة العاجلة والطارئة، مع التركيز على بحث آليات العمل التي تقوم بها غرفة العمليات المركزية، وغرف العمليات الفرعية في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، وطرطوس، ناهيك عن التشديد على التوزيع الفوري للمساعدات، وإظهار أثرها على المتضررين، وأسر الضحايا، بالإضافة للعمل على استمرار العمل وتضافر الجهود لتأمين مراكز الإيواء ومتطلباتها، من هنا كان لابدّ لنا كمديرية من ترجمت حيثيات الاجتماع على أرض الواقع والمساهمة بتطبيقه، حيث استنفرت كلّ مديريات المحافظة، ومنها مديرية الصحة في ريف دمشق، التي اتخذت عدداً من الإجراءات للاستجابة لحدوث أي طارئ ، وأسهمت مباشرة بإرسال ٦ سيارات إسعاف، وعيادة متنقلة مجهزة بالكادر الطبي والتمريضي والتجهيزات اللازمة لمساندة المحافظات المتضررة جرّاء الزلزال، لتقديم العون الفوري والمساندة في إسعاف المصابين ،كما تمّ استدعاء فريق الطوارئ المركزي في مديرية صحة ريف دمشق، مع الإيعاز لرؤساء المشافي والمراكز الصحية لرفع الجاهزية لاستقبال الحالات الإسعافية، بالإضافة إلى استنفار جميع الكوادر الطبية والتمريضية في المشافي للعمل على مدار الساعة، ناهيك عن رفع جاهزية منظومة الإسعاف السريع، وتوزيع عدد من السيارات على النقاط الإسعافية،كما أسهمت مديرية التربية بالمحافظة بتقديم الدعم اللازم، مع التبرع بمبالغ نقدية، مضيفاً أن الاستجابة في القطاع الإغاثي كانت سريعة منذ الأسبوع الأول من الكارثة، سواء من قبل الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية أو من المؤسسات والمبادرات المجتمعية، حيث شاركت الأمانة السورية للتنمية بشكل واسع بالجهود الإغاثية، من خلال تأمين كوادرها المستلزمات الأساسية للمتضررين في مراكز الإيواء أو في أماكن وجودهم لدى أقاربهم وأصدقائهم بمختلف المناطق، كما شكّلت لجاناً تخصصية بالتعاون مع نقابة المهندسين في المحافظات المتضررة للكشف على المباني والمنازل غير المنهارة في مناطق الزلزال، وإجراء التقييم الأولي لقابلية عودة سكانها إليها بأمان، كما كثفت الجمعيات الأهلية جهودها لتقديم ما يلزم من احتياجات، حيث سيرت جمعية «إنعاش الفقير الخيرية» قافلة إغاثية تحمل المواد غذائية والمياه معدنية والألبسة المتنوعة والحرامات والأدوية والمستلزمات الطبية وكراسي عجزة وغيرها من المواد الضرورية للمتضررين، وأرسلت مؤسسة سورية بتجمعنا قوافل محملة بالمواد الغذائية والإغاثية إلى محافظات حماة واللاذقية وحلب، حيث تمّ تكريس جميع مستودعاتها بما تضمّه من مواد غذائية وإغاثية لتقديمها للمحافظات المتضررة.وشاركت جمعية -غراس -التنموية بالتعاون مع اتحاد الجمعيات بتجهيز قافلة مساعدات إلى المحافظات المتضررة محملة بمختلف المواد الغذائية والألبسة والحرامات والأحذية والأدوية،بدورها عملت جمعية -ساعد- بالتعاون مع جمعيات دمشق على إرسال قوافل إلى حلب وجبلة وحماة تضمنت ملابس شتوية وأغذية ومواد طبية وحرامات، إضافة إلى تحضير وجبات الطعام للمتضررين وسيّرت مؤسسة -قنوات الخير- سيارات متضمنة المواد الغذائية المتنوعة والحرامات والألبسة المتنوعة الشتوية والأدوية والحفاضات وحليب الأطفال،وأعلن فريق عقمها عن تجهيز سيارات نقل لإرسال المساعدات للمتضررين بحلب وجبلة بالتنسيق مع الجهات المحلية للاستجابة لتداعيات الكارثة، وتضمنت المساعدات مواد طبية وأدوية أمراض مزمنة وأجهزة وأقنعة رذاذ وأسطوانات أكسجين وطفايات حريق، وسيرت جمعية -القدس -الخيرية قافلة مساعدات تضمنت شاحنات من المواد الغذائية وألبسة وفرشات وحرامات لتلبية الاحتياجات العاجلة والضرورية للمتضررين.
ولا تزال الفرق التطوعية والمبادرات المجتمعية والهيئات والمؤسسات تحشد جميع إمكانياتها لوضعها في خدمة أهالي المناطق المتضررة من الزلزال،وفي إطار تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للمتضررين تمّ تخصيص أرقام للاستشارة لهذا النوع من الدعم عبر اختصاصيين على مدار الساعة.
الفزعة حاضرة
وأوضح عون أنه ظهر ما يسمى «الفزعة» التي عبّرت عن اللحمة الوطنية، ومساندة أهلنا المتضررين، فكان هناك مساهمات فردية، ومساهمات من القطاعين العام والخاص، لذا في بادئ الأمر كانت غير منظمة، إذ كان الهدف منها، الإسراع بتقديم الدعم والمساعدة بشتى الوسائل والطرق، وانطلاقاً من ذلك كان من واجب المديرية التدخل فيما بعد لضبط سيرالأمور والإشراف عليها بغية وصول المساعدات التي يتم التبرع بها إلى مستحقيها وبشكل منظم، وتمّ التعاون مع اللجان الفرعية للإغاثة في المحافظات المعنية وتسليمها المعونات لتأخذ دورها في التوزيع، كون لديها كامل البيانات والاحصائيات لتنفيذ عمليات التوزيع.
من هنا أصبحت لجان الإغاثة الفرعية تأخذ دورها في عمليات توزيع مواد القافلات المخصصة لهذا الشأن، كما تسلّمت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والأمانة العامة السورية عمليات استلام وتوزيع الإعانات التي تصل من خارج القطر، ليتم إيداعها في مستودعات تابعة لها، ريثما يتم توزيعها، أو تسييرها حسب الاحتياجات، واقتصر دور المديرية على التدخل عبر الاستلام والتسليم والتنظيم والإشراف.
وبيّن أن عدد المتضررين كان كبيراً، ومراكز الايواء تتجاوز الـ ٢٢٥ مركزاً، وتمّ تجهيزها لاستقبال الوافدين، وتوافد المتضررين سيبقى مستمراً حتى يتم تأمين المقرّات البديلة لهم، لافتاً إلى أن هناك عدداً من الجمعيات الخيرية ويصل عددها إلى ٢٨٥ جمعية ومؤسسة مسجلة في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ولها مساهمات كثيرة وترجمت ذلك على أرض الواقع من خلال الكثير من المساهمات بشتى المجالات، وبرز ذلك عبر الدعم الذي قدّمته خلال فترة الكارثة الإنسانية.
أولويات عمل
من جانبه أوضح الدكتور أسامة الخياط مدير الإغاثة بمحافظة ريف دمشق بأن العطاء كان لافتاً و سخياً من الجميع، فالكلّ ساهم وبزخم كبير والقطاع الخاص كان له دورهام في مساندة متضرري الكارثة سواء كان مساعدات عينية أو تبرعات نقدية ،والأمثلة تكاد لا تحصى، حيث شهدت محافظة ريف دمشق مبادرات فردية كثيرة قام بها العديد من الأشخاص عبر تقديم تبرعاتهم للمناطق المنكوبة من الزلزال منها قيام أحد أصحاب الفعاليات الاقتصادية بإرسال آليات حديثة للمناطق المنكوبة لم يستخدمها بعد في مشاريعه للمشاركة في عملية إزالة الأنقاض .
كما سجلت التبرعات أرقاماً كبيرة بعد حدوث الزلزال ،حيث تبرّع شخصان كلّ واحد منهما بمبلغ خمسمائة مليون ليرة ، وأشخاص تبرعوا بتقديم شقق سكنية لعائلات متضررة ،وهناك من أوصلوا المساعدات بسياراتهم الخاصة ، وهناك موظفون تبرعوا برواتبهم، منوهاً بأنها كانت فزعة وطنية غير مسبوقة لتقديم تبرعات مادية وعينية قد لايتسع مقالنا هذا لإيراد الكثير منها.
وأضاف:أن دور المحافظة كان تسهيل الإجراءات قدر الإمكان أمام هذه الإسهامات الكبيرة وإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بأسرع وقت ممكن ،فالمديريات كانت مستنفرة بشكّل مستمر منذ الساعات الأولى وكوادرها في حالة جهوزية لأي مهمة، كما كانت تقدم تقارير يومية بالمساعدات العينية والنقدية، وإرسالها إلى غرفة العمليات المركزية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة ،كما تمّ إنشاء لجنة إغاثة فرعية على مستوى كلّ وحدة ادارية في محافظة ريف دمشق لتنظيم عملية التبرعات من المجتمع الأهلي والمحلي والفعاليات الاقتصادية في تلك الوحدات ، إضافة للعمل على تجهيز مراكز إيواء مناسبة لهذا الأمر،وكلّ التبرعات سواء فردية أو على مستوى المحافظة كانت بجهود مشتركة وتنسيق عمل واضح بين المحافظة وقيادة فرع ريف دمشق لحزب البعث وباقي الجهات المعنية .
وحول استفسار للزميلة -ثورة زينية- عن الإجراءات التي ستميز مرحلة التعافي مابعد الكارثة أكد الدكتور الخياط أن المحافظة حالياً بعد انتهاء مرحلة الاستجابة والدخول في مرحلة التعافي وتنظيم الجهود في مختلف المجالات ، حيث التركيز على موضوع السلامة البيتونية والإنشائية بشكل أساسي ،كما تمّ تشكيل لجان السلامة الإنشائية والعمرانية للكشف عن أي تشققات في المنازل أو المنشآت في حال ورود أي شكوى من المواطنين حول ذلك إلى رئيس الوحدة الإدارية الذي هو رئيس لجنة الإغاثة الفرعية في وحدته ، يتم استحضار لجنة السلامة للتحقق وتأمين مكان بديل للإخلاء في حال وجود خطر، ريثما يتم الكشف بشكل دقيق وترميم وتدعيم التشققات أو هدم المنزل أو المنشأة في حال الوجود خطورة شديدة، موضحاً أن الحالات التي وردت إلى الوحدات الإدارية في ريف دمشق لم ترق إلى مستوى خطر وكانت جميعها عن تشققات بسيطة تمّ تداركها من خلال عمليات تدعيم وترميم سريعة ،كما التركيز على أهمية توفير الآليات الثقيلة اللازمة لعمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض في حال حدوث كارثة مشابهة مستقبلاً .
الانتقال إلى التعافي
وفي رده على سؤال للزميل -هزاع عساف- بين مدير الإغاثة أن إرسال القوافل إلى المناطق المنكوبة مستمر، إلا أنها بوتيرة أقل بكثير ،لاسيما أننا انتقلنا من مرحلة الاستجابة إلى مرحلة التعافي التي كان صدور المرسوم رقم 3 لعام 2023ايذاناً بانطلاقها والذي منح اعفاءات عن الرسوم والضرائب للمتضررين من الكارثة لم يسبق لها مثيل، ناهيك عن القروض التي أطلقها والتي وصلت إلى 200 مليون ليرة .
جمعية -إنعاش الفقير- في مدينة التل بريف دمشق كما غيرها من الجمعيات الأخرى في مختلف المدن والمحافظات كانت من اوائل المبادرين من الجمعيات الخيرية في المحافظة بالتحرك منذ الساعات الأولى لحدوث كارثة الزلزال.
رئيس مجلس إدارة الجمعية -سامرالبدوي- وفي حديثة خلال الندوة ورداً على استفسارات الزملاء تحدث قائلاً :عقدنا اجتماعاً سريعاً في ساعات الصباح مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية إضافة لبعض الداعمين لعملنا ،وقمنا على الفور بالتواصل مع المجتمع المحلي والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، إضافة للاتصالات الشخصية في إطار التحرك للقيام بتوفير دعم ومساندة للمتضررين في المحافظات التي حصلت فيها الكارثة، ولكن مالم كنا نتوقعه هذا الاقبال الكبير والزخم الغزير بتقديم المعونات والمساعدات والتبرعات من مختلف الفئات الاجتماعية والفعاليات الاقتصادية في ظلّ هذه الظروف الصعبة ، كما قمنا في البداية بإرسال فرق إلى حلب واللاذقية لمعرفة الاحتياجات المطلوبة وبعد إربعة أيام قمنا بإرسال قافلة مساعدات تتألف من سبع سيارات تحمل أطنانا من المواد الطبية والغذائية وحليب الأطفال والثياب والحرامات والفرشات وآليات للإنقاذ وإزالة الأنقاض بإشراف محافظة ريف دمشق ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وقد أشرف وزير الإدارة المحلية والبيئة رئيس اللجنة العليا للإغاثة بنفسه على توضيب وإرسال القافلة ،إضافة لإرسال فريق للدعم النفسي ذي خبرة متميزة نظراً لعمله خلال فترة الحرب في المركز الذي يتبع للجمعية ويضم أكثر من 60 شخصاً .
كانت غير متوقعة
ويضيف البدوي أن الجمعية في الفترة الأخيرة صراحة كانت تعاني من شح في الموارد وضعف في ورود التبرعات حتى الأطفال تواجدوا منذ الإعلان عن انطلاق عملية تقديم العون والمساعدة فمنهم من قدّم ألعابه وآخرين قدموا مصروفهم الشخصي وغيرهم تبرع بثياب وأحذية ،وكان مشهداً مؤثراً الازدحام الكبير الذي حصل أمام أبواب الجمعية والمئات من المواطنين الذين تجمهروا لتقديم ما أحضروه من مساعدات وتبرعات حتى أنه في الساعات الأولى تقدّم حوالي 400 شاب وشابة للذهاب والمساعدة منهم :أطباء ومهندسون وعمال أحضر البعض منهم أدوات حفر بسيطة استعداداً للذهاب والمساهمة في إزالة الأنقاض في المناطق المنكوبة حتى إن هناك قصصاً حصلت في الأيام التي تلت كارثة الزلزال تعبّرعن مدى تضامن وتعاطف السوريين، وبعضها مؤثرجداً لدرجة تفوق الوصف ،وسأروي قصة بعجالة عن سيدة قدّمت إلى الجمعية ثالث يوم للزلزال تطلب ملابس لأطفالها كون الجو في تلك الأيام كان بارداً جداً فأخبرتها أن تذهب سريعاً لصالة الملابس في الجمعية حيث كانت تحزم الثياب والحرامات وغيرها ،استعداداً لإرسالها إلى المحافظات المتضررة لتأخذ ما تريد ،لكن موقفها كان أنها رفضت الذهاب لأخذ الملابس معتبرة أن الأطفال في المناطق المتضررة أشدّ حاجة ،وقالت بالحرف «أنا ليس لدي ما أتبرع به لهم فلتكن تلك الملابس التي كنت أنوي أخذها لأطفالي تبرعاً مني لأخوتنا هناك ،مضيفاً :هناك عشرات القصص التي تنم في مغزاها عن أن السوريين شعب لم ولن تفرقه كلّ تلك الأحداث التي افتعلها الأعداء وأن الغيمة السوداء التي أظلمت سماءهم بدأت تنقشع بشكل سريع وربما أن كارثة الزلزال على الرغم من الأضرار التي سببتها ،إلا أنها جاءت لتكشف عن المعدن الأصيل للسوريين وأن صدأ الإرهاب وداعميه كانوا قشرة زالت عند أول امتحان حقيقي لاختبار هذا المعدن الأصيل.
منصة تشارك
وحول سؤال للزميلة -مريم ابراهيم -عن العمل التشاركي بين الشؤون الاجتماعية والجمعيات الأهلية في مدّ يد العون للشرائح المجتمعية أكد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أهمية العمل التشاركي بين المديرية والجمعيات الأهلية ،بما يحقق التكامل بين جميع الأدوار وتسهيل الإجراءات المتعلقة بعمل هذه الجمعيات، حيث تولي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أهمية كبيرة لعمل الجمعيات والعمل الأهلي والمحلي عموماً، لما يمكن أن تقوم به الجمعيات من مساعدات على أوجه عدة ، لتكون شريكاً مهما في الجهود والعمل الإنساني إلى جانب الجهود الرسمية ، وفي هذا الإطار أطلقت الوزارة في الأول من شهر رمضان المبارك المنصّة الوطنية للمنظمات غير الحكومية تحت اسم» تشارُك «، كأحد أدواتها الرئيسية المهمة لتنظيم الجهود المجتمعية برعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد، وستساهم المنصّة بزيادة التنسيق بين المنظمات غير الحكومية والجهات المعنية ما ينعكس إيجاباً على تلبية الاحتياجات اللازمة لأكبر شريحة ممكنة من شرائح المجتمع الأكثر حاجة ، موضحاً : كما توفر المنصة كلّ المعلومات التي يحتاجها أي متبرع لدعم المنظمات غير الحكومية بتقديم الخدمات للمجتمع، سواء لقطاع معين أو لمبادرة وطنية أو مشروع محدد ، وسيكون لها دور كبير وفاعل بتذليل صعوبات العمل بتقديم المساعدات أو التبرعات بأشكال عدة ، حيث ستقدّم كلّ جمعية أهلية بياناتها المطلوبة وكلّ ما يتعلق بعملها ومبادراتها وحسابها المصرفي المحدد للمنصّة لتحقيق الفائدة المرجوة من عمل المنظمات غير الحكومية .
وأشار عون إلى أن منصة تشارك تعلق عليها أهمية كبيرة حيث تمكّن المنظمات غير الحكومية ليكون لها دور فاعل وحقيقي وممنهج بطريقة منظّمة كمجتمع أهلي، لتكون هذه المنظمات بشكل عام من الشركاء الحقيقيين مع القطاع الحكومي والمؤسسات الخاصة، للمساهمة بقوة في مرحلة إعادة الإعمار والبناء والأعمال التنموية المختلفة ، جاء إطلاق المنصة مترافقاً مع حلول شهر رمضان المبارك ، لتوفر هذه المنصّة مساحة هامة للمنظمات غير الحكومية لنشر أنشطتها المتنوعة والترويج لبرامج العمل المتعلقة بها والمشاريع التي قد تقوم بتنفيذها لتقديم المساعدات ، ولدعم مواردها، من خلال إتاحة إطلاق حملات جمع التبرعات على المنصّة ، والوصول لأوسع نطاق ممكن دعماً لجهودها في الشهر الكريم .
ولفت مدير الشؤون إلى أنه سبق إطلاق المنصّة برنامج تدريبي مكثف تضمن عدداً من المحاور المرتبطة بمديرية المنظمات غير الحكومية و المنصّة والتوعية القانونية وآليات ومتطلبات تنظيم عمل المنظمات غير الحكومية، وتهيئة البيئة المناسبة لها لتفعيل دورها ، واستهدف التدريب عدداً من المتدربين بما فيهم عدد من المتطوعين من المنظمات غير الحكومية لضمان تهيئة الأرضية المناسبة لإطلاقها.
تصوير عدنان الحموي

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص