الثورة – ترجمة هبه علي:
من الاستياء من سعر النفط إلى الجغرافيا السياسية والحاجة إلى الحماية الاقتصادية، هناك عدد من العوامل المتضمنة في الإعلان المفاجئ.
يبدو أن تخفيضات الإنتاج المفاجئة التي أعلنت عنها أوبك في نهاية الأسبوع مدفوعة بعدد من العوامل.
الأمر الأكثر وضوحا هو أن أوبك غير راضية بشكل واضح عن السعر الذي يتم تداول النفط به، حيث انخفض خام برنت إلى أقل من 90 دولاراً للبرميل منذ منتصف تشرين الثاني الماضي، وخلال الأسابيع القليلة الماضية انخفض إلى 70.12 دولاراً.
يبدو أن السعوديين على وجه الخصوص غير راضين عن تداول النفط الخام على نطاق واسع ضمن نطاق يتراوح بين 70 دولاراً و 80 دولاراً للبرميل، ويفترض أنهم يرغبون في وضع حد أدنى للسعر عند الطرف العلوي من هذا النطاق.
يستثمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مليارات الدولارات في رؤية 2030، خطته الإستراتيجية لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الطاقة، والتي تشمل بناء مدينة ضخمة جديدة في الصحراء، وفتح البلاد أمام السياح وزوار ثقافيين، مما يتطلب هذا البرنامج أن تظل أسعار النفط عند مستوى معين.
وقد يكون الدافع الثاني هو أن أوبك تسعى لحماية نفسها من الانكماش الاقتصادي المحتمل، وستزداد هذه المخاوف خلال الاضطرابات الأخيرة في الأسواق المصرفية والتي ومن المفارقات، أن ساهم السعوديون أنفسهم فيها.
كان البنك الوطني السعودي الذي تسيطر عليه الدولة أكبر مساهم منفرد في Credit Suisse، حيث التعليقات التي أدلى بها رئيسها (الذي تم استبداله منذ ذلك الحين) بأنه لن يشارك في أي تمويل للأسهم التي ساهمت في فقدان الثقة في ثاني أكبر مقرض في سويسرا.
ربما ليس من قبيل المصادفة أن الانخفاض الأخير في سعر خام برنت – إلى أدنى مستوى له منذ كانون الأول 2021 ، حيث جاء في الصباح بعد إعلان الحكومة السويسرية إنقاذ بنك كريدي سويس من قبل منافسه المحلي UBS.
لذلك قد يكون هذا، كما اقترح جيف كوري رئيس أبحاث السلع في بنك غولدمان ساكس، اليوم ، خطوة احترازية.
العامل الثالث على الأرجح هو السخط السعودي على التعليقات الأخيرة من إدارة بايدن، حيث كانت الولايات المتحدة تسحب النفط الخام من احتياطيها البترولي الاستراتيجي (SPR)، وهو احتياطي طارئ تم إنشاؤه في عام 1975 في أعقاب أزمة الطاقة التي أثارتها حرب تشرين الأول 1973، للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار النفط الخام على الأسر الأمريكية والشركات.
المصدر – سكاي نيوز
