“موندياليزاسيون”: هكذا بالغ ماكرون في تقدير وزن فرنسا!

الثورة – ترجمة محمود اللحام:

يعتقد الباحث أنطوان بونداز من مؤسسة البحوث الإستراتيجية في مقابلة مع Public Sénat، أن أوروبا يجب أن تجعل صوتها مسموعاً، لكنه يؤكد أن إيمانويل ماكرون في زيارته للصين بالغ في تقدير وزن فرنسا.
بينما تصر وسائل الإعلام الغربية على أن الرئيس الفرنسي طلب من الصين التدخل لدفع روسيا إلى المفاوضات بشأن الصراع في أوكرانيا، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يشر إلى ما إذا كان سيستخدم علاقته الوثيقة مع موسكو من أجل دفع روسيا للتفاوض.
ويسرد الخبير أخطاء ماكرون التي أعلنت بالفعل فشل زيارته للصين، وقال: إن محاولة إقناع الصين بالضغط على روسيا تبدو خادعة تمامًاً، حيث خاطب إيمانويل ماكرون شي جين بينغ: “أعلم أنه يمكنني الاعتماد عليك لإعادة روسيا والجميع إلى طاولة المفاوضات”.
وغرد إيمانويل ماكرون: أنا مقتنع بأن للصين دوراً رئيساً تلعبه في بناء السلام، وهذا ما جئت لمناقشته، وللمضي قدمًا مع الرئيس الحادي عشر جين بينغ، وسنتحدث أيضاً عن أعمالنا، والمناخ والتنوع البيولوجي، والأمن الغذائي.
وقال أنطوان بونداز: إن محاولة إقناع الصين بالضغط على روسيا تبدو خادعة تماماً، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني لموسكو، لأنه في الملف الأوكراني، يجب أن تكون لدينا توقعات عملية واقعية.
وبالنسبة للخبير، يمكن لماكرون أن يقتصر على الحصول على التزامات معينة من الصين مع إظهار وحدة الاتحاد الأوروبي.
وكان الهدف من زيارة الرئيس الفرنسي دفع بكين للإشارة إلى موقفها من نشر أسلحة نووية في الخارج. يؤكد أنطوان بونداز: إذا رفضت بكين الإفصاح رسمياً عن موقفها، فسيظل لذلك تأثير في إبراز تناقضاتها، لذلك تبدو رحلة إيمانويل ماكرون إلى الصين وكأنها سلسلة من الأفخاخ. حتى لو أعلنت منطقة ويست فرانس أن الزعيمين اتفقا على رفض استخدام الأسلحة النووية في سياق الحرب في أوكرانيا والدعوة إلى حوار سلام، تشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يشر إلى ما إذا كان سيستخدم علاقته الوثيقة مع موسكو لدفع روسيا للتفاوض.
فهل تمتلك فرنسا الوسائل للتأثير على خيارات الصين؟ رئيس الدولة طموح للغاية، وربما يبالغ في تقدير وزن فرنسا. يقول أنطوان بونداز: “يجب أن تكون فرنسا أكثر واقعية وأن تهدف إلى تحقيق ما يمكن تحقيقه”.
وفيما يتعلق بالاتصالات، تعتبر فرنسا غامضة للغاية، وندعي أننا على مسافة متساوية من الصين والولايات المتحدة، وهذا خطأ، لأننا نشارك إلى حد كبير مخاوف شركائنا، وخاصة الأمريكيين.
ويحذر الخبير من أن مفهوم قوة التوازن مضلل ويخلق سوء تفاهم.
في المجال الاقتصادي هناك غموض أيضاً، إذ يشير أنطوان بونداز إلى أنه ليس هناك أكثر تصالحية فيما يتعلق بأهداف الرئيس الفرنسي في المجال الاقتصادي، وبرأي الخبير أن الهدف من جديد هو توضيح الأمور لأن هناك عدد من الالتباسات.
تلاحظ Public Sénat أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تثير الحاجة إلى السخرية، أي لبدء سياسة للحد من المخاطر الاقتصادية من خلال تنويع شركاء الاتحاد.
لكن يشير أنطوان بونداز إلى بعض النقاط الغامضة مثل إرسال وفد إلى الصين يضم حوالي ستين من قادة الأعمال، مقابل خمسة عشر عضواً فقط من المجتمع المدني، فهناك خلل واضح في التوازن، على الرغم من أن الرئيس ماكرون لم يقم مؤخراً بأي رحلات كبيرة إلى الخارج مع مثل هذه الوفود الاقتصادية.
يترجم فرانس إنتر أن إيمانويل ماكرون وأورسولا فون دير لاين يمكنهما محاولة الحصول من صاحب المركز الأول الصيني على خطوة للأمام بشأن أوكرانيا، وربما وعد بالتحدث إلى الرئيس زيلينسكي، لكن ربما ليس أكثر من ذلك بكثير.
تتذكر وسائل الإعلام الفرنسية، أن رئيسا الوزراء الروسي والصيني تحدثا مع بعضهما البعض، وأعلنا أن العلاقات الصينية الروسية لم تكن أبداً جيدة إلى مثل هذا الحد من قبل، واختتمت فرانس إنتر بالقول: “من الصعب الهروب من منطق الكتل التي تتشكل، وأوروبا محقة في المحاولة ولكن الرياح المعاكسة تهب بقوة، التي تنص على أن فرنسا تتمسك بمنطق “الصين الواحدة”، العقيدة الرسمية التي تنكر أي وجود قانوني في تايوان.
يستحضر إيمانويل ماكرون حالة أوكرانيا، لكنه يظل صامتاً بشأن تايوان، ما يثبت أن فرنسا لا تلتزم. ومع ذلك، وفقاً لـ Huffington Post، كان ماكرون سيحاول القيام بذلك أثناء الإشارة إلى أوكرانيا، وأعتقد أن هذا سؤال مهم أيضاً للصين، بقدر ما هو لفرنسا وأوروبا.
يخلص أنطوان بونداز إلى أن رحلة إيمانويل ماكرون إلى الصين حساسة لأنها ليست مسألة استفزاز بكين، بل مجرد استدعاء لمصالح فرنسا الأساسية.

المصدر – موندياليزاسيون

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية