الثورة – حسين صقر:
نتيجة الحصار الجائر والإجراءات الاقتصادية القسرية التي يواجهها وطننا، و معاناته وتبعاتها، بات من المؤكد أن الاكتفاء الذاتي هو الحل الأمثل لمواجهة تلك الإجراءات الظالمة، لأن الرفع المؤقت للعقوبات ليس سوى ذر للرماد في العيون، وتحييد الأنظار إلى أماكن لا تسمن ولاتغني من جوع.
فالاكتفاء الذاتي يعد مطلباً مهماً و جوهرياً في العديد من المناطق و البلدان، فما بالنا بالدول التي عانت من الحروب الكارثية ولاتزال، وأخص بلدنا الذي تعرض لحرب إرهابية عدوانية ممنهجة شنتها الدول المعادية لسورية والمحور المقاوم الذي تتألف منه.
وأهمية الاكتفاء الذاتي لا تكمن في توفير الأمن الغذائي للسكان، وتحصينهم في ظروف الأزمات والمجاعات التي تحدث أحيانا وحسب، ولكن تحمي من نقص الإمدادات الذي يتسبب بغلاء في الأسعار وفقدان للعديد من الحاجات الأساسية.
ولهذا يعد الاكتفاء الذاتي سبيلاً إلى الاعتماد على النفس وتطوير الإمكانات الذاتية، والتقليل في المقابل من الاعتماد على الخارج، ما يدعم استقلالية القرار السياسي والسيادي الوطني أمام الدول الأجنبية، ويحد من التأثيرات وبعض السلوكيات كالابتزاز والتبعية التي قد تمارسها الدول المصدرة لبعض المواد الضرورية خدمة لمصالحها و حلفائها.
وعلى صعيد الاكتفاء الذاتي تعد الزراعة من أكبر القطاعات المنتجة والداعمة للاقتصاد السوري، وتساهم في تأمين حاجات الملايين من السكان.
وفي حديث ل ” الثورة” قال المهندس الزراعي عماد الحموي: يُعدُّ الاكتفاء الذاتي طريقاً مهماً وإجراءً ملحاً لتقليل الاعتماد على الاستيراد، كما أنه يدعم السيادة الوطنية، لأنه يعني القدرة على إنتاج جميع الاحتياجات الأساسية محلياً من خلال الاعتماد الكامل على الموارد والإمكانات الذاتية، والاستغناء كلياً عن الاستيراد لتلبية هذه الاحتياجات، بعد تطوير أدوات العمل وتأمين الحاجات الأساسية، موضحاً أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأساسيات لأي دولة ذات سيادة، و يعد ضرورة، إذ أنه يحميها ويقلل كثيراً من تبعات الحصار الجائر الذي تفرضه الدول المعادية، وهو ما يحقق الحماية الوطنية لأفرادها.
وبين أن الاكتفاء الذاتي يخفف من حاجات الدولة في توفير العملات الأجنبية لاستيراد المواد الأساسية، وهو ما يخفف الضغط على ميزان المدفوعات، ويزيد الاعتماد على الإنتاج الوطني، ما يحقق إضافة للناتج المحلي، بالإضافة إلى أنه يحقق شعوراً بالعزة والكرامة للدولة واستقلالية في قرارها، كذلك يخلق فرص عمل ويساهم بشكل كبير في حل مشكلة البطالة.
واشار الحموي إلى أهمية وضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، والتي تتحقق من خلال زيادة المساحات المزروعة من الأراضي والتي تتمثل في الزيادة الرأسية عن طريق استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية تتحمل الظروف المناخية المتغيرة، وأن يتم الدعم الحكومي لزيادة الإنتاج ، و تأمين دخل مناسب للمزارع وتوفير السلع بأسعار مقبولة للمستهلك، و زيادة المساحات الزراعية،وإعادة تأهيل شبكات الري، وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار منافسة ورخيصة.
ورأى المهندس الزراعي أن سورية تواجه حرباً بغذائها ولقمة عيشها لكن سيكون العنوان الرئيسي للفترة المقبلة الاعتماد على الذات في الإنتاج، وتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان.