رفاه الدروبي:
قدَّم مسلسل “صبايا” الجزء السادس وجبة رمضانية خفيفة لمشاهدي الشهر الفضيل تجري أحداثه ضمن إطار درامي اجتماعي كوميدي تؤدِّيه خمس فتيات يعشن في منزل “نور” ديما بياعة ووالدها “عصام” أسامة الروماني عاشت فيه بعيداً عن زوجته “رهام” ناظلي الرواس باعتبارها سيدة متعجرفة فوقيِّة ومبذِّرة لا تحترم خصوصيات غيرها وتنسج المكائد كي تفشل مشاريع الفتيات.
يضمَّ العمل مجموعة من النجوم كجيني إسبر وميرنا شلفون ونور العايق ودوجان عيسى ولين ضحية وندى برهوم وبينهم ضيوف شرف في الحلقات، تنفرد كلُّ شخصية بحلقة تعرض بأسلوب ومضمون مختلف عن الأخرى، من تأليف محمود إدريس وإخراج فادي وفائي.
تأتي أهمية الجزء السادس من معالجة مشاكل الشباب ورحلة البحث عن عمل مقدّماً مقابلات العمل الشخصية وأسسها ومقوماتها، حاملاً النص بين ثناياه ضرورة تمتُّع المتقدِّمين بالعفوية والبساطة دون تكلُّف مع طرح الحلول المتمثلة بالتعاضد والتعاون بهدف الدخول إلى سوق العمل، وإنشاء شركة خاصة بهم.
لم يعمد المخرج إلى تركيب ديكور؛ بل خرج من إطار الاستديوهات المعدّة إلى الشقق السكنية الطابقية الجديدة في المحيط الخارجي وديكوراتها الفخمة والشوارع والمقاهي والأسواق الحديثة “مولات”، وما تحتويه أركانها من ألعاب أطفال وبضائع. كما اعتمد المخرج على موسيقا تصويرية للمايسترو طاهر مامللي وأتبعها بأغنية البداية والنهاية للأجزاء السابقة،
بينما رافقه كادر تصوير تمكَّن من التقاط زوايا من الشوارع وردهات المكان بما يُلبِّي مجريات الحدث، حيث اقترب وابتعد حسب المشاهد بأسلوب تقني عادي لكنَّه مناسب وجميل يطفي على النفس الهدوء من خلال تسليط إضاءة بسيطة جذابة.
فيما حمل النص ألفاظاً وتراكيب غير عربية كي يدلّ الكاتب على تغيير طرأ بألفاظ الجيل الصاعد فاختلطت بمفرداتهم، وأصبحت جزءاً من جملهم المحكية، مستخدمين تقنيات التواصل المتمثلة بأجهزة محمول متطوِّرة بما يعكس المرحلة الراهنة ويرتدون أزياء أوروبية عصرية ذات ألوان زاهية شفافة كالأبيض والزهري والترابي وحتى الأحمر ليظهر زياً مختلفاً تماماً عن أجزاء المسلسل السابقة وأتبعوها بمكياج وإكسسوارات وساعات يد وأجهزة محمولة ذات تقنيات عالية تتوافق والوضع الراهن.