رفاه الدروبي:
لاتزال مدينة حمص تحتفظ بتقاليدها وعاداتها، ومنها خميس الحلاوة الذي يحلُّ ضيفاً عزيزاً في شهر نيسان على واسطة العقد، حيث يفترش الباعة الحلاوة بأنواعها، ويصادف خميس الحلاوة أو “الأموات” يوم الخميس السابق لأحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الشرقية، وضمن هذا الإطار التقت “الثورة” عضو الجمعية التاريخية الباحث عبد المؤمن الحجار الذي أكد أنَّ خميس الحلاوة يكون سادس “أيام الخميس السبعة” التي تمتد من شهر شباط إلى شهر نيسان، وأيام الخميس السبعة هي بالترتيب: التائه، الشعنونة، المجنونة، القطط، النبات، الحلاوة، المشايخ.
كما لفت إلى أن المدينة ترتدي في هذا اليوم حلة زاهية ملونة من أنواع الحلاوة الخاصة بها، فتتزين واجهات المحال خاصة في الأسواق التراثية القديمة بأشكال تكون أقرب لشكل “القمع الضخم” ملوَّنة بالزهري والأبيض وكأنَّها تُحاكي زهور الربيع. أطلقوا عليها الخُبزيَّة سيِّدة الحلاوة الحمصيَّة الأولى، وتأتي في المرتبة الثانية البشمينة وتُصنع من الطحين المُحمّص والسمن والسكر.،
أما السمسميَّة وكما يُوحي اسمها فمصنوعة من السمسم والناطف مجتمعين، حيث تتوزع باقي الأنواع على الراحة السادة وأخرى معجونة بالفستق السوداني والجوزيَّة، فتكون مزيجاً من الجوز والناطف، بينما حلاوة بلاط جهنم تتميَّز بتكعيباتها وألوانها المُتوزِّعة بين الأحمر والأبيض المُصفَّر، ولجأ الحماصنة لتغيير اسمها فأطلقوا الغريبة عليها، وختم الحجار كلامه بالإشارة إلى أن مدينة حمص حافظت على خميس حلاوتها رغم مرور السنين.